إِسْحَاقُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : لَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بُكِيَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ فَأَبَوْا إِلَّا أَنْ يَبْكُوا ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِهِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ : قُمْ ، فَأَخْرِجِ النِّسَاءَ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أُحَرِّجُكَ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ادْخُلْ ، فَقَدْ أَذِنْتُ لَكَ ، فَدَخَلَ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَمُخْرِجِي أَنْتَ يَا بُنَيَّ ؟ فَقَالَ : أَمَّا لَكِ فَقَدْ أَذِنْتُ لَكِ ، فَجَعَلَ يُخْرِجُهُنَّ امْرَأَةً امْرَأَةً ، وَهُوَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَضْرِبُهُنَّ بِالدِّرَّةِ فَخَرَجَتْ أُمُّ فَرْوَةَ ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُنَّ ، أَوْ قَالَ : فَرَّقَ بَيْنَ النَّوَائِحِ . قُلْتُ : الْمَرْفُوعُ مِنْهُ مُخَرَّجٌ عِنْدَهُمْ . وَرَوَاهُ أَحْمَدُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ خَاصَّةً دُونَ بَاقِي الْقِصَّةِ ، وَالْقَصَّةُ أَشَارَ إِلَيْهَا الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى ، وَنَصَرُ بْنُ عَلِيٍّ فَرَّقَهُمَا قَالَا : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ، عَنْ هُشَيْمٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ثَلَاثٌ لَا يَزَلْنَ فِي أُمَّتِي حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ : النِّيَاحَةُ ، وَالْأَنْوَاءُ ، وَالْمُفَاخَرَةُ فِي الْأَنْسَابِ
حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ بْنُ بِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَمَّا تُوُفِّيَ بُكِيَ عَلَيْهِ ، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الرِّجَالِ ، فَقَالَ : إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ مِنْ شَأْنِ أُولَاءِ ، إِنَّهُنَّ حَدِيثَاتُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الْمَيِّتَ يُنْضَحُ عَلَيْهِ الْجَمْرُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ
وَقَالَ الْحَارِثُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ ، قَالَ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ : كُنَّ نِسَاءُ الْمُهَاجِرِينَ يَصْنَعْنَ مَا يُصْنَعُ الْيَوْمَ ؟ قَالَ : لَا ، هَاهُنَا خَمْشُ وُجُوهٍ ، وَشَقُّ جُيُوبٍ ، وَنَتْفُ أَشْعَارٍ ، وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ ، صَوْتَانِ قَبِيحَانِ فَاحِشَانِ : عِنْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ ، ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ : {{ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ }} ، وَجَعَلْتُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ حَقًّا مَعْلُومًا لِلْمُغَنِّيَةِ عِنْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ ، وَالنَّائِحَةِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ ، يَمُوتُ الْمَيِّتُ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وَعِنْدَهُ الْأَمَانَةُ ، وَيُوصِي الْوَصِيَّةَ ، فَيَأْتِي الشَّيْطَانُ أَهْلَهُ فَيَقُولُ : وَاللَّهِ لَا تُنْفِذُونَ لَهُ تَرِكَةً ، وَلَا تَرَدُّونَ لَهُ أَمَانَةً ، وَلَا تَقْضُونَ دَيْنَهُ ، وَلَا تُمْضُونَ وَصِيَّتَهُ ، حَتَّى تَبْدَءُوا بِحَقِّي ، فَيَشْتَرُونَ ثِيَابًا جُدَدًا ، ثُمَّ تُشَقُّ عَمَلًا ، وَيَجِيئُونَ بِهَا بِيضًا ، ثُمَّ تُصْبَغُ ، ثُمَّ يُحَلَّقُ لَهَا سَرَادِقُ فِي دَارِهِ ، فَيَأْتُونَ بِأَمَةٍ مُسْتَأْجَرَةٍ تَبْكِي بِعَيْنٍ شَجْوَهَا ، وَتَبْتَغِي عَبْرَتَهَا بِدَرَاهِمِهِمْ ، وَمَنْ دَعَاهَا بَكَتْ لَهُ بِأَجْرٍ مُعَيَّنٍ ، تُغْنِي أَحْيَاءَهُمْ فِي دُورِهِمْ ، وَتُؤْذِي أَمْوَاتَهُمْ فِي قُبُورِهِمْ ، تَمْنَعُهُمْ أَجْرَهُمْ بِمَا يُعْطُونَهَا مِنْ أَجْرِهَا ، وَمَا عَسَى أَنْ تَقُولَ النَّائِحَةُ ؟ تَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي آمُرُكُمْ بِمَا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ ، أَلَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَكُمْ بِالصَّبِرِ ، وَأَنَا أَنْهَاكُمْ أَنْ تَصْبِرُوا ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَهَاكُمْ عَنِ الْجَزَعِ ، وَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ تْجَزَعُوا ، فَيُقَالُ : اعْرِفُوا لَهَا حَقَّهَا ، فَيُبَرَّدُ لَهَا الشَّرَابُ ، وَتُكْسَى الثِّيَابُ ، وَتُحْمَلُ عَلَى الدَّوَابِّ ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، مَا كُنْتُ أَحْسِبُنِي أَنْ أَكُونَ فِي أُمَّةٍ هَذَا فِيهِمْ
وَقَالَ مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ ، وَلَا سَلَقَ ، وَلَا خَرَقَ . وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، بِهِ . وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : النَّوَائِحُ عَلَيْهِنَّ سَرَابِيلُ مِنْ قَطِرَانٍ
قَالَ : وَحَدَّثَنَا الرَّهَاوِيُّ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كُنْتُ فِي جَنَازَةٍ ، فَإِذَا فِيهَا مُرَيَّةٌ ، فَجَعَلَ يَرُدُّهَا ، فَجَعَلَتْ لَا تُبَالِي ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : يَا مُجَاهِدُ ، إِنَّا نُرِيدُ الْأَجْرَ ، وَهَذِهِ تُرِيدُ الْوِزْرَ
قَالَ أَبُو يَعْلَى ، حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ ، ثنا عِيسَى ، ثنا يَحْيَى ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، يَقُولُ : أَيُّمَا نَائِحَةٍ مَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَتُوبَ ، أَلْبَسَهَا اللَّهُ سِرْبَالًا مِنْ نَارٍ ، وَأَقَامَهَا لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ