وَقَالَ إِسْحَاقُ , أنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِي يَحْيَى قَالَ : كُنْتُ بَيْنَ الْحَسَنِ , وَالْحُسَيْنِ , وَمَرْوَانُ يَشْتُمُ الْحُسَيْنَ وَالْحَسَنُ يَنْهَى الْحُسَيْنَ إِذْ غَضِبَ مَرْوَانُ فَقَالَ : أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ ، فَغَضِبَ الْحَسَنُ وَقَالَ : أَقُلْتَ : أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ ؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ لَعَنَكَ اللَّهُ ، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ أَبِيكَ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ
وَقَالَ إِسْحَاقُ , أنا جَرِيرٌ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي يَحْيَى قَالَ : كُنْتُ يَوْمًا مَعَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ فَسَبَّهُمَا مَرْوَانُ سَبًّا قَبِيحًا ، حَتَّى قَالَ : وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَأَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ ، فَقَالَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ أَوْ أَحَدُهُمَا : وَاللَّهِ ، وَاللَّهِ ، ثُمَّ وَاللَّهِ لَقَدْ لَعَنَكَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ وَأَنْتَ فِي صُلْبِ الْحَكَمِ ، فَسَكَتَ مَرْوَانُ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى , حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ , حَدَّثَنَا جَرِيرٌ بِهِ
وَقَالَ إِسْحَاقُ , أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنِ ابْنِ عَوَانٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : كَانَ مَرْوَانُ أَمِيرًا عَلَيْنَا سِنِينَ ، فَكَانَ يَسُبُّ عَلِيًّا كُلَّ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ ، ثُمَّ عُزِلَ مَرْوَانُ ، وَاسْتُعْمِلَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ سِنِينَ ، فَكَانَ لَا يَسُبُّهُ ، ثُمَّ عُزِلَ سَعِيدٌ ، وَأُعِيدَ مَرْوَانُ ، فَكَانَ يَسُبُّهُ ، فَقِيلَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ : أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ مَرْوَانُ ، فَلَا تَرَدُّ شَيْئًا ؟ فَكَانَ يَجِيءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيَدْخُلُ حُجْرَةَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَيَكُونُ فِيهَا ، فَإِذَا قُضِيَتِ الْخُطْبَةُ ، خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ ، فَلَمْ يَرْضَ بِذَلِكَ مَرْوَانُ ، حَتَّى أَهْدَى لَهُ فِي بَيْتِهِ ، فَإِنَّا لَجُلُوسٌ مَعَهُ ، إِذْ قِيلَ لَهُ : فُلَانٌ عَلَى الْبَابِ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ ، فَقَالَ : إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ سُلْطَانٍ وَجِئْتُكَ بِعَزْمَةٍ . فَقَالَ : تَكَلَّمْ . فَقَالَ : أَرْسَلَ مَرْوَانُ بِعَلِيٍّ وَبِعَلِيٍّ وَبِكَ وَبِكَ ، وَمَا وَجَدْتُ مَثَلَكَ إِلَّا مَثَلَ الْبَغْلَةِ ، يُقَالُ لَهَا : مَنْ أَبُوكِ ؟ فَتَقُولُ : أُمِّي الْفَرَسُ . فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهِ ، فَقُلْ لَهُ : وَاللَّهِ لَا أَمْحُو عَنْكَ شَيْئًا مِمَّا قُلْتَ بِأَنِّي أَسُبُّكَ ، وَلَكِنْ مَوْعِدِي وَمَوْعِدَكَ اللَّهُ . فَإِنْ كُنْتَ صَادِقًا يَأْجُرُكَ اللَّهُ بِصِدْقِكَ ، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَاللَّهُ أَشَدُّ نِقْمَةً . قَدْ أَكْرَمَ اللَّهُ تَعَالَى جَدِّي أَنْ يَكُونَ مَثَلِي مَثَلُ الْبَغْلَةِ . ثُمَّ خَرَجَ فَلَقِيَ الْحُسَيْنَ فِي الْحُجْرَةِ ، فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : قَدْ أُرْسِلْتُ بِرِسَالَةٍ ، وَقَدْ أَبْلَغْتُهَا قَالَ : وَاللَّهِ لَتُخْبِرَنِّي بِهَا أَوْ لَآمُرَنَّ أَنْ تُضْرَبَ حَتَّى لَا تَدْرِي مَتَى يَفْرُغُ عَنْكَ الضَّرْبُ ، فَلَمَّا رَآهُ الْحَسَنُ قَالَ : أَرْسِلْهُ قَالَ : لَا أَسْتَطِيعُ قَالَ : لِمَ ؟ قَالَ : قَدْ حَلَفْتُ قَالَ : أَرْسَلَ مَرْوَانُ بِعَلِيٍّ وَبِعَلِيٍّ وَبِكَ وَبِكَ وَمَا وَجَدْتُ مَثَلَكَ إِلَّا مَثَلَ الْبَغْلَةِ يُقَالُ لَهَا : مَنْ أَبُوكِ ؟ فَتَقُولُ : أُمِّي الْفَرَسُ . فَقَالَ الْحُسَيْنُ : أَكَلْتَ بَظْرَ أُمِّكَ إِنْ لَمْ تُبْلِغْهُ عَنِّي مَا أَقُولُ لَهُ ، قُلْ لَهُ : بِكَ وَبِأَبِيكَ وَبِقَوْمِكَ ، وَآيَةِ مَا بَيْنِي وَبَيْنِكَ أَنْ تَمْسِكَ مَنْكِبَيْكَ مِنْ لَعْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ إِسْحَاقُ , أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ , أنا ابْنُ عَوْنٍ , عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ . فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ : قَدْ أَكْرَمَ اللَّهُ جَدِّي أَنْ يَكُونَ مَثَلَهُ مَثَلُ الْبَغْلَةِ قَالَ : فَخَرَجَ الرَّسُولُ ، فَاسْتَقْبَلَهُ الْحُسَيْنُ ، وَكَانَ لَا يَتَعَوَّجُ عَنْ شَيْءٍ يُرِيدُهُ وَقَالَ فَقَالَ الْحُسَيْنُ : إِنِّي قَدْ حَلَفْتُ قَالَ الْحَسَنُ : فَأَخْبِرْهُ ، فَإِنَّهُ إِذَا لَجَّ فِي شَيْءٍ لَجَّ ، وَقَالَ : فَاشْتَدَّ عَلَى مَرْوَانَ قَوْلُهُ جِدًّا ، يَعْنِي قَوْلَهُ : أَنْ تُمْسِكَ مَنْكِبَيْكَ . إِلَى آخِرِهِ
قَالَ إِسْحَاقُ , أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَمُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : لَعَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْحَكَمَ وَمَنْ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ رَوَاهُ أَحْمَدُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , وَمُجَالِدٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ ، وَهُوَ يَقُولُ : وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ . فَذَكَرَهُ
وَقَالَ إِسْحَاقُ , أنا جَرِيرٌ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : لِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ ، وَآفَةُ هَذَا الدِّينِ بَنُو أُمَيَّةَ
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ , عَنْ عَوْفٍ , عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ , عَنْ أَبِي حَرْبٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَمِيرًا بِالشَّامِ غَزَا الْمُسْلِمُونَ ، فَسَلِمُوا وَغَنِمُوا ، وَكَانَ فِي غَنِيمَتِهِمْ جَارِيَةٌ نَفِيسَةٌ ، فَصَارَتْ لِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَزِيدُ ، فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ ، وَأَبُو ذَرٍّ يَوْمَئِذٍ بِالشَّامِ ، فَاسْتَعَانَ الرَّجُلُ بِأَبِي ذَرٍّ عَلَى يَزِيدَ ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ ، فَقَالَ لِيَزِيدَ : رُدَّ عَلَيْهِ جَارِيَتَهُ ، فَتَلَكَّأَ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتَ ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُبَدَّلُ سُنَّتِي لَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ . ثُمَّ وَلَّى عَنْهُ ، فَلَحِقَهُ يَزِيدُ ، فَقَالَ : أُذَكِّرُكَ بِاللَّهِ ، أَنَا هُوَ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ لَا ، وَرَدَّ عَلَى الرَّجُلِ جَارِيَتَهُ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ , عَنْ عَوْفٍ , عَنِ الْمُهَاجِرِ أَبِي مَخْلَدٍ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ , حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ قَالَ : كَانَ أَبُو ذَرٍّ بِالشَّامِ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، فَغَزَا الْمُسْلِمُونَ ، فَغَنِمُوا وَأَصَابُوا جَارِيَةً نَفِيسَةً ، فَصَارَتْ لِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي سَهْمِهِ . فَذَكَرَ نَحْوَهُ
وَقَالَ : حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ , عَنِ الْعَلَاءِ , عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ بَنِي الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ فَأَصْبَحَ كَالْمُسْتَغْيَظِ وَقَالَ : مَا لِي رَأَيْتُ بَنِيَ الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِي نَزْوَ الْقِرَدَةِ . فَمَا رُئِيَ ضَاحِكًا بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ
وَقَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ , عَنِ الْعَلَاءِ , عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ ثَلَاثِينَ ، كَانَ دَيْنُ اللَّهِ دَغَلًا ، وَمَالُ اللَّهِ دِوَلًا ، وَعِبَادُ اللَّهِ خَوَلًا وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ , حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ *
وَقَالَ الْحَارِثُ وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ , عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ قَائِمًا بِالْقِسْطِ حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى , حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ مَكْحُولٍ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ نَحْوَهُ ، وَزَادَ : يُقَالُ لَهُ : يَزِيدُ
قَالَ أَبُو يَعْلَى , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ , حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ , عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْجَزَرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ : اسْتَأْذَنَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَعَرَفَ كَلَامَهُ ، فَقَالَ : ائْذَنُوا لَهُ لَعَنَهُ اللَّهُ وَكُلَّ مَا خَرَجَ مِنْ صُلْبِهِ إِلَّا مُؤْمِنَهُمْ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ، يُشَرَّفُونَ فِي الدُّنْيَا ، وَيُوضَعُونَ فِي الْآخِرَةِ ، ذَوُو مَكْرٍ وَخَدِيعَةٍ ، يُعْطَوْنَ فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ