قَالَ إِسْحَاقُ , أنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ , حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْمُرَادِيُّ أَبُو الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ الْبَصْرَةَ فِي أَمْرِ طَلْحَةَ وَأَصْحَابِهِ قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْكَوَّاءِ ، وَابْنُ عَبَّادٍ ، فَقَالَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِكَ هَذَا أَوَصِيَّةً أَوْصَاكَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، أَمْ عَهْدًا عَهِدَهُ عِنْدَكَ ، أَوْ رَأَيًا رَأَيْتَهُ حِينَ تَفَرَّقَتِ الْأُمَّةُ ، وَاخْتَلَفَتْ كَلِمَتُهَا ؟ فَقَالَ : مَا أَكُونُ أَوَّلَ كَاذِبٍ عَلَيْهِ ، وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَوْتَ فَجْأَةٍ ، وَلَا قُتِلَ قَتْلًا ، وَلَقَدْ مَكَثَ فِي مَرَضِهِ كُلَّ ذَلِكَ يَأْتِيهِ الْمُؤَذِّنُ ، فَيُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ ، فَيَقُولُ : مُرُوا أَبَا بَكْرٍ ، فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ، وَلَقَدْ تَرَكَنِي وَهُوَ يَرَى مَكَانِي ، وَلَوْ عَهِدَ إِلَيَّ شَيْئًا لَقُمْتُ بِهِ ، حَتَّى عَارَضَتْ فِي ذَلِكَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ ، فَقَالَتْ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ، فَقَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ . فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَظَرَ الْمُسْلِمُونَ فِي أَمْرِهِمْ ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ وَلَّى أَبَا بَكْرٍ أَمْرَ دِينِهِمْ ، فَوَلَّوْهُ أَمْرَ دُنْيَاهُمْ ، فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَبَايَعْتُهُ مَعَهُمْ ، فَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي ، وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي ، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ ، فَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةً عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ ، لَجَعَلَهَا فِي وَلَدِهِ . فَأَشَارَ بِعُمَرَ ، وَلَمْ يَأْلُ فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَبَايَعْتُهُ مَعَهُمْ ، وَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي ، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ ، فَلَوْ كَانَتْ مُحَابَاةً عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ ، لَجَعَلَهَا فِي وَلَدِهِ ، وَكَرِهَ أَنْ يَتَخَيَّرَ مِنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ رَجُلًا ، فَيُوَلِّيهِ أَمْرَ الْأُمَّةِ ، فَلَا تَكُونُ فِيهِ إِسَاءَةٌ مِنْ بَعْدِهِ إِلَّا لَحِقَتْ عُمَرَ فِي قَبْرِهِ ، فَاخْتَارَ مِنَّا سِتَّةً أَنَا فِيهِمْ ، لِنَخْتَارَ لِلْأُمَّةِ رَجُلًا ، فَلَمَّا اجْتَمَعْنَا وَثَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، فَوَهَبَ لَنَا نَصِيبَهُ مِنْهَا عَلَى أَنْ نُعْطِيَهُ مَوَاثِيقَنَا عَلَى أَنْ نَخْتَارَ مِنَ الْخَمْسَةِ رَجُلًا ، فَنُوَلِّيهِ أَمْرَ الْأُمَّةِ ، فَأَعْطَيْنَاهُ مَوَاثِيقَنَا ، فَأَخَذَ بِيَدِ عُثْمَانَ فَبَايَعَهُ ، وَلَقَدْ عَرَضَ فِي نَفْسِي عِنْدَ ذَلِكَ ، فَلَمَّا نَظَرْتُ فِي أَمْرِي ، فَإِذَا عَهْدِي قَدْ سَبَقَ بَيْعَتِي ، فَبَايَعْتُ وَسَلَّمْتُ ، وَكُنْتُ أَغْزُو إِذَا أَغْزَانِي وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي ، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ . فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ نَظَرْتُ فِي أَمْرِي ، فَإِذَا الْمَوْثِقَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي عُنُقِي لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، قَدِ انْحَلَّتْ ، وَإِذَا الْعَهْدُ لِعُثْمَانَ قَدْ وَفَّيْتُ بِهِ ، وَأَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي دَعْوَى ، وَلَا طَلِبَةٌ ، فَوَثَبَ فِيهَا مَنْ لَيْسَ مِثْلِي ، يَعْنِي : مُعَاوِيَةَ ، لَا قَرَابَتُهُ قَرَابَتِي ، وَلَا عِلْمُهُ كَعِلْمِي ، وَلَا سَابِقَتُهُ كَسَابِقَتِي ، وَكُنْتُ أَحَقُّ بِهَا مِنْهُ . قَالَا : صَدَقْتَ ، فَأَخْبِرْنَا عَنْ قِتَالِكَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ ، يَعْنِيَانِ : طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ صَاحِبَاكَ فِي الْهِجْرَةِ ، وَصَاحِبَاكَ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ ، وَصَاحِبَاكَ فِي الْمَشُورَةِ ، فَقَالَ : بَايَعَانِي بِالْمَدِينَةِ وَخَالَفَانِي بِالْبَصْرَةِ ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ بَايَعَ أَبَا بَكْرٍ خَلَعَهُ لَقَاتَلْنَاهُ وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ بَايَعَ عُمَرَ خَلَعَهُ لَقَاتَلْنَاهُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ , عَنْ سَالِمٍ الْمُرَادِيِّ , عَنِ الْحَسَنِ مِثْلَهُ سَوَاءً . قُلْتُ : رَوَى ( د ) ( س ) طَرَفًا مِنْهُ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ النَّسَائِيُّ , عَنْ كَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ , عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : هَلْ تَدْرِي كَيْفَ حُكْمُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ؟ قَالَ : قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : لَا يُجْهَزُ عَلَى جَرِيحِهَا ، وَلَا يُقْتَلُ أَسِيرُهَا ، وَلَا يُتْبَعُ هَارِبُهَا وَقَالَ الْحَارِثُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانٍ , حَدَّثَنَا الْكَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ فَذَكَرَهُ بِلَفْظٍ قَالَ لِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ هَلْ تَعْلَمُ . إِلَى آخِرِهِ ، وَزَادَ وَلَا يُقْسَمُ فَيْئَهُمْ ، هَذَا حُكْمُ اللَّهِ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَهُمْ عِنْدَنَا الْخَوَارِجُ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلٍ , حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا لِي أُرَاكَ تَسْتَحِيلُ النَّاسَ اسْتِحَالَةَ الرَّجُلِ إِبِلَهُ ، أَبِعَهْدٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَوْ شَيْئًا رَأَيْتَهُ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ ، وَلَا كُذِّبْتُ ، وَلَا ضَلَلْتُ ، وَلَا ضُلَّ بِي ، بَلْ عَهْدٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ {{ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى }}
قَالَ أَبُو يَعْلَى , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ , حَدَّثَنَا رَبِيعُ بْنُ سَهْلٍ وَبِهِ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِكُمْ هَذَا : عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاكِثِينَ ، وَالْقَاسِطِينَ ، وَالْمَارِقِينَ رَوَاهُ الْبَزَّارُ , حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ , حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ وَقَالَ لَا نَعْلَمْهُ عَنْ عَلِيٍّ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى , حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ , حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ قَالَ سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ : أُمِرْتُ بِقَتْلِ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ