قَالَ إِسْحَاقُ : أنا جَرِيرٌ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ أَبِي بَشِيرِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ : إِنَّ أَبَا مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيَّ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ وَأَنَا مَحْمُومٌ ، فَرَكِبْتُ فَلَحِقْتُهُ بِالسَّالِحِينَ فَإِذَا هُوَ فِي بُسْتَانٍ ، فَدَخَلْتُ فِي الْبُسْتَانِ ، فَإِذَا نَفَرٌ جُلُوسٌ فِي أَقْصَى الْبُسْتَانِ ، قَدْ تَوَضَّأَ وَالْمَاءُ يَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ ، قَالَ : فَتَلَقَّيْتُهُ قَالَ : فَحَمِدْتُ اللَّهَ وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : إِنَّهُ كَانَ لَكَ صَاحِبَانِ ، إِلَيْهِمَا الْمَفْزَعُ حُذَيْفَةُ وَأَبُو مُوسَى ، وَأَنْشُدُكَ اللَّهَ وَأَنْشُدُكَ بِالْإِسْلَامِ إِنْ كُنْتَ سَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْفِتْنَةِ شَيْئًا إِلَّا حَدَّثْتَنِي بِهِ ، وَإِلَّا اجْتَهَدْتَ رَأْيَكَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : عَلَيْكَ بِعُظْمِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ لِيَجْمَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلَى ضَلَالَةٍ ، وَاصْبِرْ حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ أَوْ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، ثنا شَرِيكٌ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ يَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا قُتِلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَقِيتُ أَبَا مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بَيْتِ دِهْقَانَ بِالسَّالِحِينَ ، فَقُلْتُ لَهُ : حَدِّثْنِي بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَلَا تَكْتُمْنِي ، فَقَالَ : إِنَّا لَا نَكْتُمُ شَيْئًا ، يَا أَيُّهَا الْفَتَى ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكَ وَالْفُرْقَةَ ، فَإِنَّهَا الْفِتْنَةُ وَالضَّلَالَةُ ، وَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ لَمْ يَكُنْ لَيَجْمَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى ضَلَالَةٍ
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ ، قَالَ حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، حَدَّثَنِي جُنْدُبُ بْنُ سُفْيَانَ ، رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : سَتَكُونُ مِنْ بَعْدِي فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، تَصْدِمُ الرَّجُلَ كَصَدْمِ جِبَاهِ فُحُولِ الثِّيرَانِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُسْلِمًا ، وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا فَقَالَ رَجُلٌ : فَكَيْفَ نَصْنَعُ عِنْدَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ ، وَأَخْمِلُوا ذِكْرَكُمْ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ : أَرَأَيْتَ إِنْ دُخِلَ عَلَى أَحَدِنَا بَيْتَهُ ، قَالَ : فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ ، وَلْيَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ ، وَلَا يَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ فِي فِتْنَةِ الْإِسْلَامِ فَيَأْكُلُ مَالَ أَخِيهِ ، وَيَسْفِكُ دَمَهُ ، وَيَعْصِ رَبَّهُ ، وَيَكْفُرُ بِخَالِقِهِ ، وَتَجِبُ لَهُ جَهَنَّمُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ بِهِ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : ثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ ، ثنا يُونُسُ ، ثنا ابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ ، فَيَقُولُ : مَنْ يَبِيعُنَا دِينَهُ بِكَفٍّ مِنْ دَرَاهِمَ ؟
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ ، عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعْدَمَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ ، وَنَاسٌ عِنْدَ الْحُجُرَاتِ ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْحُجُرَاتِ ، سُعِّرَتِ النَّارُ ، وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ ، لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا