قَالَ الْحَارِثُ : ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ : الْفَزَارِيُّ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ : مَنْ كَانَ مُضْعَفًا أَوْ مُصْعَبًا فَلْيَرْجِعْ وَأَمَرَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُنَادِيًا فَنَادَى بِذَلِكَ ، فَرَجَعَ نَاسٌ ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ ، فَمَرَّ مِنَ اللَّيْلِ عَلَى سَوْدَاءَ ، فَنَفَرَ بِهِ فَصَرَعَهُ فَوَقَصَهُ ، فَلَمَّا جِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَا شَأْنُ صَاحِبِكُمْ ؟ قَالُوا : كَانَ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا وَكَذَا قَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا بِلَالُ مَا كُنْتَ أَذَّنْتَ فِي النَّاسِ : مَنْ كَانَ مُضْعَفًا أَوْ مُصْعَبًا فَلْيَرْجِعْ ؟ قَالَ : بَلَى قَالَ : فَأَبَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ ضَعِيفٌ جِدًّا
وَقَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، ثنا خَالِدُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أُمَّ الْمُطَاوِعِ الْأَسْلَمِيَّةَ ، وَكَانَتْ ، قَدْ شَهِدَتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خَيْبَرَ ، قَالَتْ : لَقَدْ رَأَيْتُ أَسْلَمَ حِينَ شَكَوْا إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ شِدَّةِ الْحَالِ ، فَنَدَبَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ النَّاسَ ، فَنَهَضُوا ، فَرَأَيْتُ أَسْلَمَ أَوَّلَ مَنِ انْتَهَى إِلَى الْحِصْنِ ، فَمَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، حَتَّى فَتَحَهُ اللَّهُ عَلَيْنَا ، وَهُوَ حِصْنُ الصَّعْبِ بْنُ مُعَاذٍ بِالنَّطَاةِ
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : قَالَ : قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ ، وَلِلرَّجِلِ سَهْمًا
وَقَالَ الْحَارِثُ : ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو ، ثنا الْمُثَنَّى بْنُ زُرْعَةَ أَبُو رَاشِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ فَرْوَةَ الْأَسْلَمِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ بِرَايَتِهِ إِلَى بَعْضِ حُصُونِ خَيْبَرَ ، فَقَاتَلَ وَرَجَعَ ، وَلَمْ يَكُنْ فَتَحَ ، وَقَدْ جُهِدَ ، ثُمَّ بَعَثَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِرَايَتِهِ فَقَاتَلَ حَتَّى رَجَعَ ، وَلَمْ يَكُنْ فَتَحَ ، وَقَدْ جُهِدَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ دَعَا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِعَلِيٍّ ، فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : خُذْ هَذِهِ الرَّايَةَ ، فَامْضِ بِهَا ، حَتَّى يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْكَ قَالَ : يَقُولُ سَلَمَةُ : فَخَرَجَ بِهَا وَاللَّهِ يُهَرْوِلُ هَرْوَلَةً ، وَنَحْنُ خَلْفَهُ ، نَتَّبَّعُ أَثَرَهُ ، حَتَّى رَكَزَ رَايَتَهُ ، فِي رَضْمٍ مِنْ حِجَارَةٍ تَحْتَ الْحِصْنِ ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ يَهُودِيٌّ مِنْ رَأْسِ الْحِصْنِ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ : يَقُولُ الْيَهُودِيُّ - يَعْنِي لِأَصْحَابِهِ - غَلَبْتُمْ ، وَمَا أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى أَوْ كَمَا قَالَ فَمَا رَجَعَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ