وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ ، ثنا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى اسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِعَوْرَتِهِ يَبُولُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَيْسَ الرَّجُلُ يَرَانَا ؟ قَالَ : لَوْ رَآنَا لَمْ يَسْتَقْبِلْنَا بِعَوْرَتِهِ ، يَعْنِي وَهُمَا فِي الْغَارِ
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، ثنا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ ، قَالَ : كَانَ أَسَنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَعْنِي فِي الْهِجْرَةِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، وَسَهْلُ بْنُ بَيْضَاءَ
قَالَ أَبُو بَكْرٍ : ثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : إِنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيَّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ قُرَيْشًا جَعَلَتْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً قَالَ : فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ ، إِذْ جَاءَنِي رَجُلٌ ، فَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ جَعَلَتْ فِيهِمَا قُرَيْشٌ مَا جَعَلَتْ قَرِيبَانِ مِنْكَ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : فَأَتَيْتُ فَرَسِي وَهُوَ فِي الْمَرْعَى فَنَفَرْتُ بِهِ ثُمَّ أَخَذْتُ رُمْحِي ، فَرَكِبْتُهُ ، قَالَ : فَجَعَلْتُ أَجْرَ الرُّمْحِ مَخَافَةَ أَنْ يَشْرَكَنِيَ فِيهَا أَهْلُ الْمَاءِ ، قَالَ : فَلَمَّا رَأَيْتُهُمَا ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : بَاغٍ يَبْغِينَا ، قَالَ : فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ قَالَ : فَوَحَلَ بِي فَرَسِي ، وَإِنِّي لَفِي جَلْدٍ مِنَ الْأَرْضِ فَوَقَفْتُ عَلَى حَجَرٍ ، فَانْفَلَتَ ، فَقُلْتُ : ادْعُ الَّذِي فَعَلَ بِفَرَسِي مَا أَرَى أَنْ يُخَلِّصَهُ - وَعَاهَدَهُ أَنْ لَا يَعْصِيَهُ أَبَدًا - قَالَ : فَدَعَا لَهُ ، فَخَلَّصَ الْفَرَسَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَهُ : أُهْبَةٌ أَنْتَ لِي ؟ قَالَ : نَعَمْ فَقَالَ : هَاهُنَا عَمِّ عَنِ النَّاسِ ، وَأَخَذَ السَّاحِلَ مِمَّا يَلِي الْبَحْرَ قَالَ : فَكُنْتُ لَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ طَالِبًا ، وَآخِرُ اللَّيْلِ لَهُمْ مَسْلَحَةً ، وَقَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِذَا اسْتَقْرَرْنَا بِالْمَدِينَةِ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْتِيَنَا فَأْتِنَا فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَظَهَرَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ وَأُحُدٍ ، وَأَسْلَمَ مَنْ حَوْلَهُ قَالَ سُرَاقَةُ : وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي مُدْلِجٍ أَتَيْتُهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ الْمَاضِيَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النِّسَاءِ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : ثنا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ ، قَالَ : لَمَّا انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَأَبُو بَكْرٍ مُسْتَخْفِيَيْنِ فِي الْغَارِ ، مَرَّا بِعَبْدٍ يَرْعَى غَنَمًا ، فَاسْتَسْقِيَاهُ مِنَ اللَّبَنِ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ ، مَا لِي شَاةٌ تُحْلَبُ غَيْرَ أَنَّ هَاهُنَا عَنَاقًا حَمَلَتْ أَوَانَ الشِّتَاءِ ، فَمَا بَقِيَ لَهَا لَبَنٌ وَقَدِ اهْتُجِنَتْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ائْتِنَا بِهَا فَدَعَا عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالْبَرَكَةِ ، ثُمَّ حَلَبَ عَسًّا فَسَقَى أَبَا بَكْرٍ ، ثُمَّ حَلَبَ آخَرَ فَسَقَى الرَّاعِيَ ، ثُمَّ حَلَبَ فَشَرِبَ ، فَقَالَ الْعَبْدُ : بِاللَّهِ ، مَنْ أَنْتَ ؟ مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ قَالَ : أَوَتُرَاكَ إِنْ أَخْبَرْتُكَ تَكْتُمُ عَلَيَّ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَإِنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ : أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ قُرَيْشٌ أَنَّكَ صَابِئٌ ؟ قَالَ : إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ ذَلِكَ قَالَ : فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ، وَأَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ يَفْعَلُ مَا فَعَلْتَهُ إِلَّا نَبِيٌّ ، ثُمَّ قَالَ : أَتَّبِعُكَ ؟ قَالَ : لَا ، حَتَّى تَسْمَعَ أَنَّا قَدْ ظَهَرْنَا فَإِذَا بَلَغَكَ ذَلِكَ فَاخْرُجْ فَتَبِعَهُ بَعْدَ مَا خَرَجَ مِنَ الْغَارِ