حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ , ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ , ثنا أَبُو الْمِقْدَامِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ : عَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ عَامِلٌ عَلَيْنَا بِالْمَدِينَةِ زَمَنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ شَابٌّ غَلِيظُ الْبَضْعَةِ عَظِيمُ الْجِسْمِ , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي خِلَافَتِهِ وَقَدْ تَغَيَّرَتْ حَالُهُ ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظَرًا مَا أَكَادُ أَصْرِفُ بَصَرِي عَنْهُ , فَقَالَ : يَا ابْنَ كَعْبٍ إِنَّكَ لَتَنْظُرُ إِلَيَّ نَظَرًا مُنْكَرًا , مَا كُنْتَ تَنْظُرُهُ إِلَيَّ مِنْ قَبْلُ , فَمَا أَعْجَبَكَ ؟ قُلْتُ : مَا حَالَ مِنْ لَوْنِكَ وَنَفَى مِنْ شَعْرِكَ ؟ قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتَنِي بَعْدَ ثَالِثَةٍ فِي قَبْرِي وَقَدْ سَقَطَتْ حْدَقَتَايَ عَلَى وَجْنَتَيَّ وَسَالَ مِنْخَرَايَ وَفَمِي صَدِيدًا وَدُودًا كُنْتَ لِي أَشَدَّ نُكْرَةً , أَعِدْ عَلَيَّ حَدِيثًا كُنْتَ حَدَّثْتَنِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ : قُلْتُ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ , رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شَرَفًا , وَإِنْ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةُ , وَإِنَّمَا يُجَالَسُونَ بِالْأَمَانَةِ , وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ , وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ , وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ , إِلَّا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ ؟ , قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : مَنْ نَزَلَ وَحْدَهُ ، وَجَلَدَ عَبْدَهُ ، وَمَنَعَ رِفْدَهُ , أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشْرٍ مِنْ هَذَا ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : مَنْ يُبْغِضُ النَّاسَ وَيُبْغِضُونَهُ , أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشْرٍ مِنْ هَذَا ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : الَّذِي لَا يَقِيلُ عَثْرَةً ، وَلَا يَغْفِرُ ذَنْبًا , قَالَ : أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشْرٍ مِنْ هَذَا ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ ، وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ , وَإِنْ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَامَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ : يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لَا تَكَلَّمُوا بِالْحِكْمَةِ عِنْدَ الْجُهَّالِ فَتَظْلِمُوهَا ، وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ , وَلَا تَظْلِمُوا وَلَا تُكاَفِئُوا ظَالِمًا فَيَبْطُلَ فَضْلُكُمْ , يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، إِنَّمَا الْأَمْرُ ثَلَاثَةٌ : أَمْرٌ بَيِّنٌ رُشْدُهُ فَاتَّبِعُوهُ , وَأَمْرٌ بَيِّنٌ زَيْغُهُ فَاجْتَنِبُوهُ , وَأَمْرٌ اخْتُلِفَ فِيهِ فَرَدُّوهُ إِلَى اللَّهِ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ , ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ , ثنا سَعْدٌ الطَّائِيُّ , ثنا أَبُو الْمُدِلَّةِ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كُنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ أَوْ إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا وَكُنَّا مِنَ الْأَبْرَارِ , وَإِنَّا إِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالْأَوْلَادَ , فَقَالَ : لَوْ تَكُونُوا أَوْ لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُوا عَلَى حَالٍ أَوْ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّكُمْ وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ , وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ , قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا ؟ قَالَ : لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ , بَلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ , وَحَصْبَاهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ , وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ , مَنْ يَدْخُلْهَا يَنْعَمْ لَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدْ لَا يَمُوتُ , لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ , ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ : الْإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ، تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ , وَيُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَوَاتِ ، وَيَقُولُ لَهَا الرَّبُّ : وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ