عنوان الفتوى : السجود على موضع خشن ليظهر أثره على وجهه
هل إن تعمدت أن أجعل مكان السجود عندي في المصلى خشنا ليظهر موضع السجود في وجهي لأحصل على وصف الله تعالى للمؤمنين بسيماهم في وجوههم من أثر السجود فهل هذا يعد رياء أم أنه لا حرج في قصد ذلك بنية الحصول على ذلك؟
خلاصة الفتوى:
أثر السجود في الوجه ليس هو الوصف الذي وصف الله تعالى به عباده المتقين في قوله: سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ {الفتح:29}، ومن تعمد السجود على موضع خشن ليبقى أثر السجود في وجهه ويوصف بكثرة السجود فهذا من الرياء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فوصف الله تعالى لعباده المتقين بوجود أثر السجود في وجوههم ليس معناه الأثر الذي قد يظهر في الوجه بسبب خشونة موضع السجود، قال الإمام ابن كثير في تفسيره: وقوله: سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: سيماهم في وجوههم يعني: السمت الحسن. وقال مجاهد وغير واحد: يعني: الخشوع والتواضع.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة (5)، عن منصور عن مجاهد: سيماهم في وجوههم من أثر السجود قال: الخشوع، قلت: ما كنت أراه إلا هذا الأثر في الوجه، فقال: ربما كان بين عيني من هو أقسى قلباً من فرعون.
وقال السدي: الصلاة تحسن وجوههم، وقال بعض السلف: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار.
وقد أسنده ابن ماجه في سننه عن إسماعيل بن محمد الطلحي، عن ثابت بن موسى عن شريك عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار. والصحيح أنه موقوف، وقال بعضهم: إن للحسنة نوراً في القلب، وضياء في الوجه، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الناس. وقال أمير المؤمنين عثمان: ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه، وفلتات لسانه. انتهى.
وعليه فلا يشرع لك تعمد السجود على موضع خشن ليبقى أثر السجود في وجهك فليس هذا هو المقصود في الآية التي ذكرتها، وإذا قصدت بهذا الفعل بقاء أثر السجود وأن توصف بكونك كثير السجود والصلاة فهذا داخل في تعريف الرياء وهو محرم، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 10992.
والله أعلم.