عنوان الفتوى : ما سبق في علم الله وكتبه في اللوح المحفوظ لا يتبدل
هناك إنسان أنا معجبة به كثيراً وفيه كل ما أريد وأتمنى أن يكون زوجي المستقبلي هو لا يشعر تجاهي بأي شعور والله أعلم، ولكني لا أجد منه اهتماما بالرغم من أنني أعرته اهتماما زائدا وأبديت له رغبتي بالارتباط بشخص مثله وأنا أدعو ربي ليلاً ونهاراً بقلب صادق مخلص، فهل سيستجيب لي ربي ويجعله من نصيبي، وأنا كما أعلم أن الفتاة منا يكتب لها زوجها منذ ولادتها، فإن لم يكن هو المكتوب زوجا لي ودعوت ربي أن يجعله قدري ومن نصيبي وأريده حلالاً وبالخير، فهل يستجاب لي، فأرجو الرد بسرعة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعملي أن التفكير في أمر القدر لا طائل للمرء من ورائه، فإن الإنسان لن يأتيه إلا ما كتب له، والمطلوب من المسلم أن يبذل الأسباب المشروعة ويكل الأمر إلى الله تعالى، ولا يخفى عليك أنك لا يمكن أن تجزمي بأن في زواجك من هذا الشاب خيراً لك، فقد يكون الأمر خلاف ذلك، ولذا فالأولى أن تجعلي الأمر إلى الله وتقيدي الدعاء بأن يجعله زوجاً لك إن كان في زواجك منه خير لك، وعليك الرضا بعد ذلك بما قسم الله لك، قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
واعلمي أن عرضك نفسك عليه للزواج منك لا حرج فيه إن تم في حدود الضوابط الشرعية، وما دام لم يبد رغبة في الزواج منك فلا تتبعيه نفسك، ولعله يريد أن يفكر في الأمر أو أن يشاور بعض الناس، وأما بخصوص تغيير الأمر المقدور فإن ما سبق في علم الله وكتبه في اللوح المحفوظ فإنه لا يتبدل، ولكن قد يتبدل ما في أيدي الحفظة والموكلين كما ذكر أهل العلم، وقد نقلنا شيئاً من كلامهم في هذا في الفتوى رقم: 54532.
والله أعلم.