عنوان الفتوى : انقطاع السفر بدخول الوطن الأصلي
أنا مقيم في بلدة مؤتة وأعمل في بلدة البتراء وتبعد حوالي 160كم، وشاركت في دورة تدريبية في جامعة مؤتة أي في بلد إقامتي الأصلية، بحيث أحضر من البتراء لأحضر الدورة في مؤتة ثم أعود لمكان عملي، فهل يجوز لي الجمع والقصر في بلدة مؤتة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دامت مؤتة هي بلدك الأصلي فإنه لا يجوز لك القصر فيها، فقد ذكر الفقهاء أن السفر ينقطع بمجرد دخول الوطن الأصلي ولو لم توجد نية الإقامة التي تقطع السفر عند جمهور الفقهاء..
قال الخرشي في حاشيته على مختصر خليل في الفقه المالكي عند قول خليل: وقطعه دخول بلده وإن بريح: أي وقطع حكم السفر من القصر وغيره كفطر رمضان دخول بلده الأعم من وطنه إذ المراد به الموضع الذي تقدمت فيه إقامة طويلة توجب الإتمام كانت إقامته فيه على نية الانتقال أو عدمه بدليل الاستثناء وإنما قطع دخوله السفر لأنه مظنة الإقامة وإذا كفت نيتها ففعلها المظنون أحرى. انتهى.
وقد ذكر النووي في انتهاء حكم السفر بدخول الوطن طريقين أي قولين أحدهما ينتهي بذلك والآخر لا ينتهي، قال النووي في المجموع: ولو مر في سفره بوطنه بأن خرج من مكة إلى مسافة القصر في جهة المشرق ونوى أن يرجع إليها ويخرج منها من غير إقامة فطريقان (المذهب) وبه قطع الجمهور: أنه يصير مقيماً بدخولها لأنه في وطنه فكيف يكون مسافراً؟ (الثاني) وبه قال الصيدلاني وغيره فيه القولان، كبلد أهله وعشيرته، فعلى أحدهما العود إلى الوطن ولا يقتضي انتهاء السفر إلا إذا عزم على الإقامة. انتهى.
والله أعلم.