عنوان الفتوى : حكم تعلق القلب بغير المسلمين
ما حكم حب (أو بتعبير أكثر دقة عشق) اللاعبين الأوروبيين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للمسلم أن يعلق قلبه بحب كافر مطلقاً، سواء كان لاعباً أو غيره حتى ولو كان أقرب قريب، وبيان ذلك أن الله تعالى قال في كتابه: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {المجادلة:22}، قال القاسمي رحمه الله في تفسيره لمعنى: حاد الله ورسوله.. أي شاقهما وخالف أمرهما، فلا يجتمع إيمان خالص وحب لأعداء الله ورسوله. انتهى.
وقد ورد في هذا المعنى عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: والذي نفس ابن عمر بيده لو أصبحت أصوم النهار لا أفطر، وأقوم الليل لا أفتر، ثم لم أصبح وأنا أحب أهل الطاعة وأبغض أهل المعصية لخشيت أن يكبني الله على وجهي في النار ولا يبالي.
وقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ... {الممتحنة:1}، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله. رواه أحمد وقال ابن عباس رضي الله عنهما: من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما ينال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك. وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئاً. خرجه ابن جرير الطبري.
فينبغي للمسلم أن يكون حبه تابعاً لمحبة الله سبحانه وتعالى، وسخطه تابعاً لسخط الله تعالى، وكيف يليق بمسلم أن يحب من كذب الله تعالى وكذب رسوله صلى الله عليه وسلم، فالواجب على المسلم أن يحب ما يحبه الله ورسوله، ويبرأ مما يبرأ منه الله ورسوله، وانظر للفائدة في ذلك الفتوى رقم: 19682، والفتوى رقم: 44233، والفتوى رقم: 28903.
والله أعلم.