عنوان الفتوى : حديث (لما أردت أن أخلق الخلق...) وحديث (يا آدم لولا محمد ما خلقتك)

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ماصحة الحديث الآتي: "أول ماخلق الله نور نبيك ياجابر"وماصحة الحديث الآتي: قال الله تعالي في الحديث القدسي(لما أردت أن أخلق الخلق قبضت قبضة من نوري فقلت لها كوني محمدا ثم خلقت من نور محمد كل الأشياء)وما صحة الحديث الآتي: توسل آدم بمحمد عليه الصلاة والسلام فقال الله له( لولا محمد ماخلقتك)

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

فمنذ زمن بعيد والناس يتناقلون أحاديث كثيرة ، ينسبونها تارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وتارة إلى الله تعالى في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ، دون أن يعرفوا صحتها من ضعفها ، وجرهم ذلك إلى الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم وإطرائه ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله "
ومن هنا فلا يجوز نسبة الأحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى الله كأحاديث قدسية ، حتى يميز بين الصحيح منها والضعيف والموضوع. وفي الصحيح كفاية عما سواه ، والمقصود بالصحيح الصالح للاحتجاج به ، سواء كان صحيحاً أو حسناً.
وفي الحقيقة لقد تنوعت عبارات الناس في نقلهم لأحاديث الفضائل النبوية ، خاصة التي لم تثبت ولم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك:
1-حديث أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر. وهو حديث موضوع ، مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم . وقد سبق ذلك في جواب سابق ، انظره برقم :7389
2-وأما الحديث المسئول عنه ( لما أردت أن أخلق الخلق قبضت قبضة من نوري ، فقلت لها : كوني محمداً ، ثم خلقت من نور محمد كل الأشياء ) فلم نقف عليه في الأحاديث الصحيحة ولا الضعيفة بهذا اللفظ. ولكن ورد حديث بلفظ " لولاك لما خلقت الأفلاك " وحديث " لولاك ما خلقت الجنة ، ولولاك ما خلقت النار" وهذه كلها أحاديث مكذوبة موضوعة باطلة كما في كتاب( اللؤلؤ المرصوع فيما لا أصل له ، أو بأصله موضوع ) لمحمد بن خليل القاوقجي ص( 452-454) كما ورد حديث بلفظ " لولاك ما خلقت الدنيا " وقد رواه الإمام ابن الجوزي في ( الموضوعات) ، وأقره السيوطي في ( اللآلئ المصنوعة ) ( 1/272) وضعفه وأبطله الألباني أيضا، انظر : (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1/450) وانظر : المشتهر من الحديث الموضوع والضعيف لـ: عبد المتعال الجبري ص: 13
3-وأما حديث توسل آدم بمحمد صلى الله عليه وسلم فهو حديث ضعيف الإسناد جداً ، وقد حكم عليه بعض العلماء بأنه موضوع ، وهو بعدة ألفاظ منها : " لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي " وفي لفظ : "يا آدم لولا محمد ما خلقتك " وقد بين بطلان هذا الحديث : الحافظ ابن عبد الهادي في ( الصارم المنكي ، في الرد على السبكي) والمحدث: محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه ( صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان ) ص: 129.
والله أعلم.