عنوان الفتوى : هل تعطى الأرض لمن يحييها إذا تركت لأكثر من ثلاث سنوات
هل صحيح أن قطعة الأرض عند من لم يستخدمها لأكثر من ثلاث سنوات يمكن أن تعطى لشخص آخر يقوم بإحيائها ؟ وما هي الشروط المتعلقة بهذا الأمر ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت هذه الأرض ملكاً له فلا يملك أحد أن ينزعها منه ولو لم يستخدمها أحد مئات السنين.
أما إذا كانت غير مملوكة له ، وإنما هي أرض موات ليست لأحد وقد وضع يده عليها ليحييها فنصب عليها أحجاراً ، أو غرز خشباً فيها ، أو نصب أسلاكاً شائكة عليها ، أو نحو ذلك مما يدخل عند العلماء فيما يعرف بالتحجير، ولم يقم بإحيائها وطالت المدة عرفاً ، كنحو ثلاث سنين ، قال له الحاكم : إما أن تحييها فتملكها ، أو تتركها لمن يحييها ، إن كان هناك من يطلب إحياءها.
قال في كشاف القناع من كتب الحنابلة : " فإن لم يتم إحياؤه" أي إحياء ما تحجر مما تقدم ( أو طالت المدة عرفاً كنحو ثلاث سنين قيل له ) أي : المتحجر ( إما أن تحييه ) فتملكه ( أو تتركه ) لمن يحييه ( إن حصل متشوف للإحياء ) ؛ لأنه ضيق على الناس في حق مشترك بينهم فلم يمكن من ذلك ، كما لو وقف في طريق ضيق، أو مشرعة ماء أو معدن لا ينتفع ولا يدع غيره ينتفع" .
والله أعلم .