عنوان الفتوى : الخلوة بالخطيبة.. حكمها.. وعواقبها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا شاب أعمل بإحدى دول الخليج وأهلي خطبوا لي فتاة دون أن أراها، مع العلم بأنها من عائلة مشهود لها بالأخلاق والأدب والاحترام، وبعد نزولي طلبت منها تقبيلها فرفضت بشدة وبعد مرور 3 أيام طلبت منها ثانية رفضت وبعد ذلك حصل موضوع ففكرت أني أنا غضبت عليها لذلك، وبعد ذلك عملت معها كل شيء يمكن تخيله إلا أننا نحن الاثنان بكامل ملابسنا، إخواني في الله أنا الآن سافرت لعملي وهذا الموضوع يتعبني لدرجة أني لا أستطيع أن أشتغل ولا أركز في شغلي من كثرة التفكير في هذا الموضوع، فهل أتركها ولا يكون ذنبها في رقبتي، هي تحبني جدا وكل ما أقوله لها تنفذه. وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمما لا يخفى أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته فلا يحل له النظر ولا اللمس ولا التقبيل، فضلاً عما هو فوق ذلك، والخطبة إنما هي وعد بالنكاح فقط، وإنما أباح الشارع للخاطب أن ينظر إلى من يريد خطبتها أول الأمر ليقرر هل يقدم على خطبتها والزواج بها أم لا، وهذا إنما يكون بقدر الحاجة كنظرة أو نظرتين.

وأما ما يفعله بعض الناس من تمكين الخاطب من رؤية مخطوبته والجلوس معها والخلوة بها، فهذا منكر عظيم وإثم مبين، ومن مكن الخاطب ممن هي في ولايته يجلس معها ويذهب بها ويجيء كيف شاء فهو ديوث، والواجب عليك أخي يا من وقعت في هذا الذنب أن تتوب إلى الله تعالى من ذلك، ولا تكون التوبة إلا بالندم على ما سلف، والإقلاع عنه، والعزيمة الصادقة على عدم العودة إليه، فإذا فعلت ذلك فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولا ينبغي أن تترك هذه المرأة لما بدر منها في حال ضعف كنت أنت المتسبب فيه، بل قم بنصحها وتذكيرها بالتوبة إلى الله تعالى، وعجل بالزواج بها قدر استطاعتك، واشغل نفسك أثناء غربتك بما ينفعك في دينك ودنياك، واشغل نفسك بكتاب الله ومطالعة كتب العلم، وسير الصحابة والصالحين.

والله أعلم.