عنوان الفتوى : شرح حديث: الوائدة والموءودة في النار....
أريد شرحاً مفصلاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو داود في سننه والذي معناه وهو الوائدة والموءودة في النار إلا أن تبلغ الوائدة الإسلام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الحديث صحيح وقد رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي في سننه الكبرى وهو في أبي داود مختصر، وفي غيره ضمن قصة من رواية سلمة بن يزيد الجعفي رضي الله عنه قال: انطلقت أنا وأخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلنا: يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم وتقري الضيف وتفعل وتفعل، هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئاً؟ قال: لا، قال: قلنا: فإنها كانت وأدت أختا لنا في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئاً؟ قال: الوائدة والموؤدة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فيعفو الله عنها.
وهذا الحديث مشكل من جهة أن الموؤدة قد تكون بنتا صغيرة لم تبلغ الحنث، والحديث قد ذكر أنها في النار، وقد حمل بعضهم هذه القصة على أنها واردة على سبب معين فلا تحمل على العموم، وحمله آخرون على أن المراد بالوائدة القابلة، والموؤدة أم الطفلة، أي بمعنى الموؤدة لها وهي الأم، وقد مال إلى اختيار هذا التأويل المناوي في كتابه (فيض القدير)، وقال: وهذا أولى من ادعاء أنه وارد على سبب خاص وواقعة معينة لا يجوز إجراؤه في غيره. انتهى. هذا ما يتعلق بمعنى هذا الحديث، وأما بخصوص أطفال المشركين فراجع في ذلك الفتوى رقم: 51768.
والله أعلم.