عنوان الفتوى : وسائل نفي الشرك

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كيف تنفي الشرك عن كل أنواع التوحيد؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإنه يلزمك لنفي الشرك عن كل أنواع التوحيد أمور:‏
أولاً: على من يريد ذلك أن يعرف حقيقة الشرك وماهيته معرفة صحيحة، وأن يعرف ‏أنواع الشرك سواء كانت ظاهرة أم خفية، وسواء كان الشرك أصغر أو أكبر. إذ أن ‏من لم يعرف الشرك لا يمكنه تحقيق التوحيد، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ‏لا يعرف الإسلام من لا يعرف الجاهلية.‏
ثانياً: سلوك طريق التفقه في الدين والحرص على إخلاص الدينونة والتعبد لله رب ‏العالمين، مع مقابلة كل خصلة شركية بما يقضي عليها من توحيد وإيمان، فمثلاً: ‏القضاء على الرياء بالإخلاص والتجرد لله وإخفاء العمل الصالح قدر الإمكان. وفساد ‏النية بإصلاحها. إضافة إلى دراسة العقيدة الإسلامية الصحيحة دراسة شاملة -لمن ‏استطاع ذلك- مع الحرص على إصلاح أعمال القلب، إضافة إلى أقوال وأعمال ‏الجوارح.‏
ومما يعين على ذلك قراءة الكتب التي تعنى بتهذيب السلوك كمدارج السالكين لابن ‏القيم، ومختصر منهاج القاصدين لابن قدامة، وغيرها.
ثالثاً: معاداة الشرك وأهله، والبراءة من المشركين وعدم مخالطتهم ومشاركتهم فيما ‏يقعون فيه من مخالفات، فمثلاً: يجب على من يريد تحقيق التوحيد أن يجتنب مشاركة ‏غلاة الصوفية فيما يقعون فيه من شرك وغلو في الصالحين…إلخ. ولا يقتصر الأمر ‏على ما ذكرنا بل لا بد من مجانبة المشركين على اختلاف أنواعهم وطرائقهم.‏
رابعاً: موالاة الموحدين ومشاركتهم ومجالستهم ومظاهرتهم ومعاونتهم على المشركين، ‏وبقدر محبة المرء للمؤمنين وبغضه للكافرين يعرف صدقه من كذبه، مصداقاً لقوله ‏صلى الله عليه وسلم: " من أحب في الله، وأبغض في الله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد ‏استكمل الإيمان" رواه أبو داود.‏
خامساً: الحذر الدائم من الوقوع في الشرك مع الإكثار من الدعاء، كما كان يفعل ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وفي مسند الإمام أحمد والطبراني: أن ‏النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيها الناس اتقوا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل"، ‏قالوا وكيف نتقيه يا رسول الله؟ قال: قولوا "اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً ‏نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه" قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد والطبراني في ‏الكبير والأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي علي ووثقه ابن حبان.‏
والله أعلم.‏