عنوان الفتوى : أين يقف الصبي خلف الإمام
هل يجوز صلاة الأطفال في الصفوف الأمامية أم يستحسن دفعهم إلى الخلف وهل هذا يؤثر على نفسيتهم وتقبلهم للصلاة خاصة وأن دفعهم للصفوف الخلفية يؤذي مشاعرهم ما رأي الشرع بذلك والسلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من مرغبات متابعة الصلاة تعويد الطفل على أدائها جماعة في المسجد لأن الصلاة مع الجماعة تربطه بمن حوله من المصلين، فقد كان صلى الله عليه وسلم يأتي المسجد وهو يحمل الحسن أو الحسين، وربما أطال صلاته بسبب صعودهما على ظهره الشريف.
وقد وصف أبو مالك الأشعري رضي الله عنه صفوف مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ويجعل الرجال قدام الغلمان، والغلمان خلفهم، والنساء خلف الغلمان" رواه أحمد أي كان للأطفال مكان معروف في المسجد، ولعل في هذا تعويدهم على صلاة الجماعة، وقد أمر صلى الله عليه وسلم من يصلي معه جماعة أن يكون البالغون العقلاء منهم خلفه في الصف الأول ليعقلوا عنه صلاته، وليخلفوه في الإمامة، أو لينبهوه إذا سها ليرجع إلى قولهم، فقال، " ليليني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم…." رواه مسلم وأحمد وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود
وانطلاقاً من هذا فإن ما يقوم به بعض الأئمة أو المصلين من دفع الصبيان عن الصف الأول ومن حول الإمام مطلقاً يتنافى مع حقوقهم في الجماعات، وقد يحدث تقصير من الطفل في أداء الصلوات المفروضة في الجماعات نتيجة لذلك، كما أنه يتنافى أيضاً مع ما جاءت به السنة في كيفية انتظام المصلين في صلاة الجماعة خلف الإمام، ولا مانع للصبيان إذا بلغوا سبعاً فأكثر أن يقفوا خلف الإمام كالبالغين، ويقف عن يمينه إذا كان واحداً، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في بيت أبي طلحة وجعل أنساً واليتيم خلفه، وأمَّ سليم خلفهما. وثبت عنه من رواية أخرى أنه صلى الله عليه وسلم صلى بابن عباس وجعله عن يمينه، وبما أن أمر الصبيان بالتأخير عن الصف الأمامي في بعض الأحيان إنما هو من باب الكمال والاستحسان، فينبغي أن يكون بأسلوب لا يجرح من مشاعرهم، أو يعرضهم إلى النفور من حضور الجماعات.
والله أعلم