عنوان الفتوى : شرح حديث لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات....."
سمعت أن هناك حديثا عن النبى صلى الله عليه وسلم يفيد بأن من ترك ثلاث صلوات جمعة متتالية عامدافإن الله يختم على قلبه النفاق.أرجو شرح الحديث.وهل يظل هذا الشخص منافقا حتى يموت على النفاق؟أم أنه من الممكن أن يتوب ويصبح قلبه سليما ويموت مسلما؟أم أن الله لا يوفقه للتوبة؟لى صديق قال لى إنه فعل ذلك فكيف أتعامل معه؟هل أقاطعه؟ وهل آثم بمصادقته؟والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن اعتياد ترك الجمعات يغلّّب الرين على القلب، ويزهد في الطاعات، ويشهد لذلك أحاديث صحيحة، فعن أبي هريرة وابن عمر أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول" لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين" رواه مسلم.
وعن أبي الجعد الضمري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاوناً بها طبع الله على قلبه" رواه الترمذي. قال الحافظ العراقي: المراد بالتهاون الترك من غير عذر، والمراد بالطبع أن يصير قلبه قلب منافق.
وقال الشيخ عبد الحق في اللمعات: الظاهر أن المراد بالتهاون التكاسل وعدم الجد في أدائه، لا الإهانة والاستخفاف فإنه كفر، والمراد بيان كونه معصية عظيمة.
وقال ابن العربي: إن معنى طبع على قلبه أي ختم على قلبه بمنع إيصال الخير إليه.
ولكن لا يلزم من هذا أن الله لا يوفقه للتوبة أو لا يقبلها منه، بل نصوص الشرع متواترة على أن الله قد يوفق العبد للتوبة في جميع الأحوال، وأن كل من تاب وأقلع ظاهراً وباطناً فإن الله يتوب عليه. ومن أصرح هذه النصوص في ذلك قوله تعالى: ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم).[الزمر:53].
وعليه فينبغي أن تنصح صديقك بالتوبة والندم على ما فات ، فإن تاب وأناب فلا حرج عليك في مصاحبته.
والله أعلم.