عنوان الفتوى : زوجان يتشاجران كثيراً وتضربه فهل يطلقها ؟
أنا وزوجتي نتشاجر كثيراً ، وتضربني هي بكل قوتها ، أحيانًا أكون أنا الغلطان وأحياناً هي ، ماذا نفعل حيال هذا ؟ الحمد لله أنا أقوى فهي لا تؤذيني ، ونحن زوجان سعيدان والحمد لله ، آخر مرة ضربتني ، وهممت أن أضربها لكني الحمد لله لم أفعل ، وأنا لم أضربها منذ تزوجنا والحمد لله .
الحمد لله
لا ندري ما هي السعادة التي تعنيها أخي السائل ؟ ولا ندري كيف تلتقي سعادتكما مع
كثرة التشاجر وضرب الزوجة لكِ ؟! .
ومما لا شك فيه أن ضرب المرأة لزوجها يدل على خراب هذا البيت وعدم صلاحيته لتربية
الأولاد ؛ إذا كيف سيربي الوالد أولاده وهم يرونه يُضرب من قبَل أمهم ؟! .
وعلى كل حال : إذا أردتَ صلاح بيتك ، وصلاح حال زوجتك : فلا بدَّ أن تعرف سبب لجوء
زوجتك للعنف ، ولا بد من علاجها .
وقد ذكر المختصون أسباباً لعنف الزوجة ، ومنها :
1. أن يكون عنفها بسبب رد فعل منها تجاه عنف زوجها ، وهذا السبب غير موجود هنا – حسب سؤالك –.
2. أو بسبب طفولتها السيئة ، والتي قد تكون تعرضت فيها لعنف من
والديها أو أحدهما أو من أحد إخوتها .
3. أو بسبب ضعف شخصية الزوج ، وهذا له أسباب كثيرة ؛ فقد يكون
زوجها لا يعمل ، وتكون هي العاملة والمتحملة لمسئولية البيت ، فتدفعها شخصيتها
المتحكمة للطغيان على شخصيته الضعيفة .
وقد تكون الزوجة جميلة ؛ فتدل عليه بجمالها ، وهي تعلم شدة تعلقه بها ، وقلة صبره
عنها ، فستغل ذلك لبسط سلطانها عليه وعلى بيته .
وقد تكون صاحبة جاه : من نسب وشرف ، أو قوة أسرة ، أو ما شابه ذلك ، ولا يكون هو
كذلك ، فتستقوي عليه , وتستعلي عليه بما عندها ، لا سيما إذا واكب ذلك ضعف طبيعي في
شخصية الرجل وقوامته في بيته .
4. وقد يكون عنف المرأة بسبب تأثيرات ما تقرؤه أو تشاهده أو من قصص العنف، أو
حكايات النساء القويات ، أو يوسوس لها شيطانات الإنس بأن
هذه الطريقة المناسبة لوقف الزوج عند حدِّه .
فإذا عرفتَ
السبب فلا بدَّ من معالجته بالحكمة واللطف ، وتذكيرها بعظيم حقك عليها ، وواجبها
تجاهك ، وتذكرها بعقوبة التعدي عليك باللسان واليد ، وتنبيهها على أن فعلها سيسهم
في فشل تربيتكم لأولادكم ، وقد تنعكس شخصيتها على بعض بناتها .
فإن لم تجدِ هذه الطريقة : فيجوز لك استعمال الشدة معها ، فإذا جرأها عليك حلمك
عليها ، ولينك معها ، فلعل شدتك عليها ، وإغلاظك لها ، يردعها عن ذلك .
وأيا ما كانت هذه الشدة ، بالقول ، أو بالهجر ، أو بالضرب غير المبرح ، فهي كلها
وسائل متاحة لتقويم عوج الزوجة ، وإظهار القوامة بمعناها الكامل ، والقِوامة تعني
ظهور شخصيتك في البيت والإنفاق على البيت ، ولا حرج عليك من ضربها إن تعدَّت حدودها
، وأطالت لسانها ، أو مدت يدها لضربك .
والواقع أن استعلاء المرأة على زوجها ، وتخطيها لحق القوامة الواجب له ، هو من
الشذوذ الذي يصيب بعض النساء ، وقبول الرجل لذلك هو ـ أيضا ـ نوع من الشذوذ الذي
يصيب بعض الرجال ، فيتنازل عن جزء لا يتجزأ من رجولته وقوامته ، وهو وضع يجب تعديله
وإصلاحه ، ولا يجوز الاستمرار عليه ، لا سيما إذا كان هناك أولاد يرون ذلك .
وانظر جواب السؤال رقم (
41199 ) لتقف
على تفاصيل حكم ضرب الزوجة .
ونسأل الله تعالى أن يهديها ويصلح بالها ، وأن يعينك على الصبر على أذاها ، وأن
يوفقك لإصلاحها .
والله أعلم
أسئلة متعلقة أخري |
---|
زوجان يتشاجران كثيراً وتضربه فهل يطلقها ؟ |