عنوان الفتوى : الأصل في مقدار ثواب الأذكار التوقف حتى يثبت الدليل
(لا إله إلا الله عدد ما كان وعدد ما يكون, وعدد السكنات وعدد الحركات) وبعد مرور سنة كاملة قالها مرة أخرى، قالت الملائكة: لم ننته من كتابة حسنات السنة الماضية، أخي الحبيب: ما أسهل ترديدها وما أعظم أجرها، تخيل لو قمت بنشرها ورددها العشرات بسببك، ورددتها أنت، (لا إله إلا الله عدد ما كان وعدد ما يكون, وعدد السكنات وعدد الحركات)، يرجى تأكيد ما ورد وصحته وهل يجوز الدعاء به وثوابه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر أن الإتيان بهذا الذكر لا حرج فيه، ولكن الكلام على ما فيه من الأجر وما قالت الملائكة لا نعلم ما يدل على ثبوته، والأصل في الحديث عن الملائكة وعن الأجور التوقف حتى يثبت، لأنه من الغيب الذي لا يُتكلم فيه بالاجتهاد، وقد روى الطبراني في الدعاء حديثاً في إسناده مقال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل: كم تذكر ربك عز وجل كل يوم تذكره عشرة آلاف مرة، قال: كل ذلك أفعل، قال: أفلا أدلك على كلمات هي أهون عليك هن أكثر من عشرة آلاف وعشرة آلاف وعشرة آلاف، أن تقول: لا إله إلا الله عدد حصاه، لا إله إلا الله عدد كلماته، لا إله إلا الله عدد خلقه، لا إله إلا الله مثل ذلك معه، لا يحصيه محص ملك ولا غيره.
وفي صحيح مسلم عن جويرية: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها، قالت: نعم، قال صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن (سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته).
والله أعلم.