عنوان الفتوى : الـأدلة القطعية على وجود الصراط يوم القيامة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل يوجد هناك صراط يوم القيامة؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فالصراط حق ثابت دلت عليه نصوص الوحي الكثيرة، ‏وأجمعت الأمة عليه، وهو الجسر الذي ينصب على متن جنهم يوم القيامة، بعدما ينفض ‏الجمع، ويتبع كل أحد معبوده، فعبدة الصليب يتبعون الصليب، وعبدة الأوثان يتبعون ‏الأوثان … فيضرب الصراط على متن جهنم، ويمر عليه الناس على حسب أعمالهم. وقد ‏دلت على كل ذلك أحاديث كثيرة منها: حديث الصحيحين الطويل وفيه" ‏ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأكون أول من يجيز، ودعاء ‏الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان أما رأيتم شوك السعدان ‏قالوا: بلى يا رسول الله، قال فإنها مثل شوك السعدان، غير أنها لا يعلم قدر عظمتها إلا ‏الله تعالى، فتخطف الناس بأعمالهم، منهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل ثم ينجو..إلخ" ‏
وفي صحيح مسلم في الحديث الذي يذكر فيه فزع الخلائق إلى الأنبياء والرسل ليشفعوا ‏لهم لتعجيل القضاء " فيأتون محمداً صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤْذَنُ له، وترسل الأمانة ‏والرحم فتقومان جنبتي الصراط يميناً وشمالاً، فيمر أولهم كالبرق. قال: قلت بأبي أنت ‏وأمي أي شيء كمر البرق؟ قال: أولم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟! ثم ‏كمر الريح، ثم كمر الطير وشد الرجال، تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط ‏يقول: رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجئ الرجل فلا يستطيع السير إلا ‏زحفاً. وقال: وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أُمِرَتْ به فمخدوش ‏ناج، ومكدوس في النار.‏
‏ وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الطويل في رؤية المؤمنين ‏لربهم: " ثم يؤتى بالجسر بين ظهري جهنم، قلنا يا رسول الله: وما الجسر؟
قال : مَدْحَضَة ‏مَزِلَّة عليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها: ‏السعدان، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب، فناج ‏مسلم، وناجٍ مخدوش، ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحباً….".‏
وفي سنن ابن ماجه من حديث أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ‏‏"يوضع الصراط بين ظهراني جهنم على حسك كحسك السعدان، ثم يستجيز الناس، فناج ‏مسلم، ومخدوش به ناج، ومحتبس به، ومنكوس فيها".‏
والمرور على الصراط هو الورود المذكور في قوله تعالى: (وإن منكم إلا واردها كان على ‏ربك حتما مقضياً) كما فسره عبد الله بن مسعود وغيره بذلك، وروي مرفوعاً.‏
وبهذه النصوص وأمثالها يتبين - للسائل- أن هنالك صراطاً يوم القيامة، لا يشك فيه إلا ‏مرتاب، والعياذ بالله تعالى.
والله تعالى أعلم.‏