عنوان الفتوى : ملاءمة الإسلام للفطرة وشموله للزمان والمكان
ما معنى الشمول في الزمان والمكان.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السؤال غير واضح، ولعل السائل الكريم يسأل عن شمول الإسلام وقبوله للتطبيق في كل زمان ومكان.
وإذا كان الأمر كذلك.. فإن الإسلام هو دين الله تعالى الذي ارتضاه لعباده، وتوالت رسل الله للدعوة إليه من عهد آدم إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً {المائدة: 3} وقال تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ {آل عمران:85} وقال تعالى: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ {الشورى: من الآية13}
وشريعته هي المهيمنة على جميع الشرائع الناسخة لما قبلها، وما عداها مما هو موجود الآن فهو أهواء الناس وآراء البشر، وقد قال الله تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ {المائدة: من الآية48}
والإسلام ملائم لفطرة الإنسان السليمة لذلك فهو شامل لجميع مجالات حياة الإنسان من العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق، فيلبي حاجة الإنسان الروحية والعقلية والمادية.. بعقائده الواضحة في الكون والحياة وما بعد الحياة.. وفي أحكامه العادلة وأخلاقه الفاضلة، وهو مع ذلك قابل للتطبيق في كل زمان وفي كل مكان لسهولة أحكامه ومرونتها وملاءمتها لطبيعة الإنسان لأنه من عند خالق الإنسان وخالق الأكوان الحكيم العليم، وقد قال تعالى: أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ {الملك:14}
لهذا فدعوة الإسلام شاملة للناس جميعا أبيضهم وأحمرهم...قابلة للتطبيق في كل زمان ومكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
والله أعلم.