عنوان الفتوى : حكم فسخ الجعالة بعد شروع المجاعل في العمل
تقدمت لمقابلة في أحد مكاتب التوظيف الخاصة التي تأخذ بدل أتعاب من الحاصل على وظيفة من خلال مكتب التوظيف وبعد متابعة مع المكتب لمدة سنة تقريبا وهو يماطل معنا ولم يعلمنا بأي معلومات حول نتيجة المقابلة وبالتالي تم إهمال ونسي الموضوع لمدة سنة . وبعد عام تم إبلاغي بأن الجهة التي ترغب في توظيفي أرسلت اسمي ضمن القائمة وبالتالي عدت من جديد للمتابعة مع المكتب وحثه على الإسراع في إنهاء هذا الأمر ولكن لم يتجاوب معي في ذلك وبعد فترة قمت بإرسال فاكس إلى جهة العمل وشرحت لهم ضرورة الإسراع في حسم الموضوع بسرعة- بسبب تعاقدي مع إحدى الجهات وأعطوني مهلة لالتزامي بالعقد - ومن هنا بدأت أسوي الأمر بشكل شخصي بدون الرجوع إلى المكتب الذي لم يهتم بهذا الأمر وبعد سلسلة من الاتصالات مع تلك الجهة التي أرغب للعمل لديهم في السعودية تم إبلاغي بأن التاشيرة ستصل إلى الملحق السعودي في الأردن لإتمام الإجراءات . ومن هنا المكتب لايعلم شيء عن وصول التأشيرة فذهبت إلى مكتب التوظيف للتأكد هل متابع أم لا فإذا به يخبرني أنه يتابع ولكن لم يصل شيء بخصوصي ففاجئت الموظف أن التأشيرة موجودة عند الملحق الثقافي السعودي وأنتم لا تعلمون وتعطوني معلومة كاذبة , ومع كل هذا قلت لهم راجعوا مكتب المستشار السعودي لإنهاء الموضوع لحساسية موقفي في تعاقدي مع جهة في الأردن(مكان إقامتي) ولكن لم أحصل على شيء في إتمام الإجراءات للحصول على التأشيرة والسفر فقمت بجهدي الخاص في المتابعة التي استغرقت مني الوقت والمال والجهد وأعتقد أنكم تعرفون صعوبة متابعة الحصول على تأشيرة _ التي يفترض أن يقوم بها مكتب التوظيف_ وبعد حصولي على التأشيرة ذهبت مرة أخرى إلى مكتب التوظيف لأسألهم ماذا حدث في التأشيرة _ علما أنني حصلت عليها بمجهودي الشخصي- فقالوا لي إنه لم يحدث شيء بهذا الخصوص , ففاجأت الموظف والمسؤول أن التأشيرة أصبحت بحوزتي وأنا جاهز للسفر . فاستغربوا ذلك ! فقلت لهم من أجل الحلال والحرام أتيت إلى مكتبكم لتسوية الأمر.علما أنني أصبحت خارج تعاملهم ومتابعتهم للأمر ولا يعرفون إلا ما أخبرتهم به . "فكان رد مدير المكتب أنهم يريدون مني أتعابهم وهو راتب شهر كامل مقابل أنهم وفروا لي فرصة مقابلة قبل سنة مع جموع المقابلين . فأخبرتهم أنني أنا الذي قمت بالمتابعة لتقصيرهم في ذلك وحرق أعصابي وإضاعة وقتي " وصادف هذا الجدل والحوار بيني وبينهم سفري إلى السعودية للالتحاق في عملي - علما أنني طلبت من مكتب التوظيف أن يطلب من الفلوس الشيء المعقول مقابل ما يعتقد أنه قام بتوفير فرصة عمل وإجراء المقابلة ولكن لم يتمم باقي الأمور التي من واجبه وهي أهمها . فأرجو إفتائي فيما يلي : 1- هل يستحق هذا المكتب أي أتعا ب مالية . وإذا كان يستحق هل يستحق كامل أتعابه أم ماذا ؟2- إنني بإذن الله تعالى مقبل على أداء مناسك الحج ولم يتم تسوية هذا الموضوع بيني وبينهم فهل هذا يؤثر على شروط وأركان الحج ؟ وجزاكم الله كل خير .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت قد اتفقت مع المكتب المذكور على أنه إن قام بإيجاد وظيفة لك فله راتب شهر كامل من مرتب هذه الوظيفة ، فهذه المعاملة داخلة في الجعالة وهي جعل الشيء من المال لمن يفعل أمر كذا ، وفي الجعالة لا يستحق المجاعل الجعل إلا بتمام العمل المجاعل عليه كما جاء في كشاف القناع : فمن فعله أي العمل المسمى عليه الجعل بعد أن بلغه الجعل استحقه . اهـ .
وفي الصورة موضوع السؤال نجد أن المكتب لم يتم العمل وإنما قام الأخ السائل بإتمام ذلك دونه واستلم الوظيفة المجاعل عليها فحقيقة الأمر أن الجاعل ( الأخ السائل ) فسخ الجعالة بعد شروع المجاعل (المكتب ) في العمل، وفسخ الجعالة جائز قبل الشروع في العمل وبعده لأنها من العقود الجائزة لا اللازمة، ومتى ما فسخ الجاعل المجاعلة بعد شروع المجاعل في العمل فإنه له أجرة مثله ، جاء في المصدر السابق : وإن فسخها الجاعل قبل شروع العامل لم يلزمه شيء وبعد الشروع فعليه للعامل أجرة مثل عمله . اهـ .
وعليه، فللمكتب مقابل عمله قبل أن يتولى الأخ بقية العمل أجرة أمثاله على هذا العمل فينظر كم أجرة مثله على هذا العمل فيعطى ، وننبه إلى أن الأجرة المتفق عليها من السؤال وهي راتب شهر كامل إن كان هذا الراتب معلوما فجعله أجرة في الجعالة صحيح ، أما إن كان غير معلوم عند عقد الجعالة فجعله أجرة غير صحيح لأنه يشترط في الجعالة أن يكون الجعل معلوما .
وأما عن علاقة الموضوع المتقدم بالحج فإنه لاعلاقة له به لا في صحته ولا في أركانه ، ولتعلم أن أداء حقوق الناس واجبة على المرء سواء أراد الحج أو لم يرد . وراجع للمزيد الفتوى رقم : 6785 .
والله أعلم .