عنوان الفتوى : هل يقدم الحج مع أسرته ووالديه أم الهجرة لبلد غير مسلم
أنا محتار أرجو أن ترشدوني جزاكم الله خيرا، يوجد احتمال أن أحصل على موافقة للهجرة إلى أمريكا خلال شهر 12 من هذا العام وفي نفس الوقت احتمال أن أحصل على موافقة للحج في هذا العام مع زوجتي ووالدي ووالدتي وأختي، أنا محتار أيهما أختار لأنه في حالة أن أختار الأولى أخسر الثانية وفي حالة أن أختار الثانية أخسر الأولى علما بأنه موافقة الهجرة إن حصلت لا تقبل التأجيل. أرجو الأخذ بنظر الاعتبار ما يلي قبل إصدار الفتوى: 1-أنا جنسيتي عراقية ولا توجد عندي إقامة دائمة في أي بلد باستثناء إقامة مع والدي في البحرين لكنها ليست دائمة، مرتبطة مع إقامة والدي ولا يحق لي العمل في البحرين. 2-أنا ووالدي ووالدتي قد حججنا من قبل في عام 1999 لكن زوجتي وأختي لم يحجا من قبل. 3-والدي ووالدتي كبار في السن ولذلك لا يمكنهم الذهاب للحج من دوني أي في حالة عدم ذهابي لن يذهبا هما أيضا في هذا العام. 4-الهجرة إلى أمريكا هي موافقة نهائية للحصول على الكرين كارد وفي حالة عدم ذهابي في ذلك التاريخ سوف تسقط من عندي نهائيا. جزاكم الله خيرا أفتوني أيهما اختار في حالة صدور الموافقتين في نفس الوقت هذا العام علما باني صليت صلاة استخارة والأمور ماشية بشكل سلس وجيد بالنسبة للشغلتين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي يظهر لنا والله أعلم أن خيار الحج مع أهلك هو أولى بالتقديم لاعتبارات معينة نذكر منها ما يلي:
أولا: إنك تحقق لأهلك مصلحة الحج إلى بيت الله الحرام ولاسيما زوجتك وأختك، وبذلك تكسب رضا أبويك، وهذا الرضا ذخيرة يكسبك الله تعالى بها خير الدنيا والآخرة، ومن ذلك أمر الرزق.
ثانيا: أن الإقامة في بلاد تننشر فيها المنكرات بدون نكير وسيلة لكثير من المفاسد، وقد ذكرنا جملة من هذه المفاسد بالفتوى رقم:2007، فراجعها. وعليه، فلا يسعى المسلم لتحصيل سبل الإقامة هنالك إلا لضرورة ملجئة أو حاجة معتبرة شرعا، ولا نظن أن الأمر قد وصل بك هذه الدرجة، ويتضح هذا بالأمر الثالث وهو:
ثالثا: أن أرض الله واسعة، وفي بلاد المسلمين من الخيرات ما يغني عن السفر إلى هناك، فإذا ضيق عليك في رزقك في البلد الذي تقيم فيه الآن فهنالك بلاد أخرى من بلاد المسلمين يمكنك أن تبحث فيها عن عمل، فاستعن بالله وفوض أمرك إليه، ولن تعدم قريبا أو صديقا يعينك في البحث عن عمل طيب، وتذكر قول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3}
والله أعلم.