عنوان الفتوى : الموت على عمل صالح وشهادة المسلمين للميت بخير
أبي توفي يوم الجمعة ليلا في العشر الأواخر من رمضان وكان مريضا بمرض السرطان ولم يتألم من المرض وكان يعلم بالمرض منذ أكثر من سنة ولم يخبر أحدا إلا أمي وصبر على المرض وكان يصبر أمي ويقول لها إن أراد الله شفائي لشفاني لا تقلقي وإذا لا يريدني الله أن أعيش ربما أموت لسبب آخر غير المرض وهذه مشيئة الله . وعندما كان ينازع كان ينزل من جبينه عرق . وكان أبي مستعجلا جدا يريد الذهاب إذ إنه كان شيخ يقرأ عليه القرآن فكان أبي يقول إن قراءة القرآن تؤخره عن الذهاب . وكان يفتح عينيه وينظر لمكان واحد ويقول لأمي إنه فرحان ومبسوط (هذا كله في فترة وأنه كان ينازع )تقول له أمي لماذا فرحان ماذا ترى فيقول لها لا شيء . وكان يقول إنه عندما يذهب سوف يعملون له حفلة ويلبسونه الأبيض .مع العلم أنه عندما توفي كان في جنازته فوق ال20 ألف شخص وتقريبا جميع الناس كانت تبكي عليه من قلب خالص ويقولون أنهم فقدوا إنسانا غاليا عليهم . وكان أبي مخلصا جدا في عمله وكان يساعد المعلمين للرجوع إلى عملهم بعد أن فصلوا كل هذا ولم يكن يخبر أحدا بأنه كان يساعد الناس . وعندما كان ينازع كان دائما يقول لأمي أريد أن أنهض لأتوضأ وكان بالفعل ينهض ويتوضأ وفي اليوم الذي توفي فيه لم يتكلم ولا كلمة واحدة إلا أنه عندما دخلنا عنده رأيناه يصلي وهو نائم في غيبوبة.أرجوك يا حضرة الشيخ ما معنى هذا كله إذ إن جميع الناس تشهد له بصدقه ووقوفه لجانب المظلومين وإخلاصه في العمل والحمد لله كان يصلي ويصوم وحج مرتين مرة عنه ومرة عن عمي المتوفى وعمرة 3 مرات. وذهب آخر مرة للعمرة وهو مريض وذلك فبل وفاته بشهرين . وقبل أن يتوفى ب5 دقائق دخل للحمام واستحم وخرج من الحمام ونام على السرير وخرجت روحه مباشرة .وفي نفس اليوم الذي توفي فيه قال لأمي اطلبي من (أب أخيه ) أن يجهز لي التراب ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لأبيك ولجميع المسلمين، ونذكرك بفضل الصبر واحتساب الأجر عند الله تعالى ، وما ذكرت من شأن أبيك واستقامته على الحق ومساعدته للآخرين وشهادتهم له بالخير وكثرة من حضر جنازته من المسلمين وموته يوم الجمعة ، كل ذلك يدل على حسن الخاتمة وبشرى الخير له ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أراد الله بعبده خيرا استعمله قالوا : كيف يستعمله ؟ قال : يستعمله في عمل صالح قبل موته . رواه أحمد والترمذي وغيرهما . وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال : مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت ، ومروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال : وجبت فقال عمر رضي الله عنه: ما وجبت ؟ قال : هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة ، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض .
وللمزيد نرجو أن تطلعي على الفتاوى : 73790 ، 29018 ، 30723 .
والله أعلم .