عنوان الفتوى : منزلة الشهيد وحكم الانتفاع بالمنح التي تصرف لذوي الشهداء
الحمد لله رب العالمين الذي أكرمني سبحانه باستشهاد ابني ونحسبه كذلك إن شاء الله برصاص طائرات العدو الصهيوني حيث إن ابني أنس يبلغ من العمر اثنا عشر عاماً، وبخصوص ذلك أتوجه إليكم ببعض الأسئلة، وأرجو منكم إجابتي عليها، وبارك الله فيكم.. وجزاكم الله خيراً. ما هي منزلة ابني عند خالقه، هل يبلغ ابني منزلة الشهداء إن شاء الله حيث إنه استشهد وهو جالس على جهاز الحاسوب وبجانبه إخوته وعمره 12 عاماً، هناك عدة مؤسسات اجتماعية ورسمية تصرف منحة شهرية لذوي الشهداء وأنا رجل لي دخل، فما حكم هذه المنحة، وهل تنقص من أجري عند الله، وما هو حكم بناء القبر وكتابة اسم المتوفى عليه، وما حكم زيارة القبور، وهل يشعر ابني بزيارتنا له، وهل يجوز لأمه أن تزوره؟ وشكراً لكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن للشهيد منزلة عظيمة عند الله تعالى فقد تواترت على ذلك نصوص الوحي من القرآن والسنة، ويكفي الشهيد فضلاً ومنزلة عند الله تعالى أنه يشفع في سبعين من أهل بيته كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سبق بيان فضل الشهداء عند الله تعالى في الفتوى رقم: 32629.
ولتعلم أنه لا يمكن لنا أن نقطع في هذه الحياة لأحد بعينه بجنة أو نار إلا ما نص عليه الدليل لأن ذلك غيب لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نرجو للمحسنين ونخاف على المسيئين، ونرجو أن يكون ابنك من الشهداء ويبلغ أعلى منازلهم، فقد روى البخاري وغيره أن أم حارثة رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ألا تحدثني عن حارثة؟ وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب (طائش) فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء، وكان ذلك قبل تحريم النياحة، فقال: يا أم حارثة إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى. ونسأل الله تعالى أن يصيب ابنكم الفردوس الأعلى.
وأما ما تمنحه بعض الجهات لذوي الشهداء فمن كان مستحقاً له حسب شروط تلك الجهات وأخذه فقد أصبح ملكاً له عند الحوز... ونرجو أن لا ينقص ذلك أجر من أخذه إذا صبر واحتسب، وإذا لم تكونوا محتاجين لهذه المساعدات فبإمكانكم أن تصرفوها في وجوه الخير وأعمال البر في سبيل الله.
وأما البناء على القبر والكتابة عليه فإنه لا ينبغي لحديث جابر رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبر أو يزاد عليه أو يجصص أو يكتب عليه. رواه البيهقي وغيره، وقال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة: ويكره البناء على القبور وتجصيصها... ونرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 25107.
وأما زيارة القبور والدعاء لأهلها فإنها مشروعة للرجال والنساء بالضوابط الشرعية والحكمة منها أنها تذكر بالآخرة.. وانظر في ذلك الفتوى رقم: 675.
وأما إحساس الميت بزيارة أهله فقد اختلف فيها أهل العلم ورجح المحققون أنه يحس بهم، إحساس خاصاً ويسمع كلامهم، وانظر أدلة ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 54731، 54990، 55046.
والله أعلم.