عنوان الفتوى : إخبار الفتاة بالرغبة في الزواج عن طريق الإيميل
أنا شاب والحمد لله لا يحمد على شيء سواه مؤمن وأحاول أن أبقى على عهد الله ما استطعت لا شيء عندي يحصل مكروها أو جيدا إلا بتقدير الله، مثلي مثل كثير من الشباب المؤمن، ولكن ربما في بعض الأمور أكثر التزاما من غيري وخاصة التحدث مع من لا يحل لي من الفتيات وأحاول أن أبتعد عن المجالس المختلطة وأرفضها على الرغم من أنها كثيرة في حياتنا وخاصة الحياة العائلية، كما أن عائلتي وربما إذا قلت لكم إن أمي تستغرب من انتقادي للباس الذي يلبسه أخواتي أو قريباتي وحتى أحيانا تقول (أنني يا ابني سوف تعذبنا في جوزتك لنجد التي تريد)، المهم أنني وخلال فترة عملي ضمن الجامعة كمعطي لإحدى المواد وعن بعد تعرفت أي عرفت فتاة تصغرني بسنتين عرفتها كطالبة فقط لا غير، وأنا من بداية أن قررت التدريس قررت أن لا أنظر إلى البنات اللواتي أدرسهن إلا كطالبات، كما أنني أمتلك مبدأ ثابتا في هذا المجال وهو أنه لا كلام مع الأجنبية ولا علاقة مع فتاة إلا بعقد، هذا مبدأ ثابت عندي لا تراجع عنه مهما كانت المغريات، وللعلم أن عائلتي لا تمانع أن أتكلم مع الفتيات أو بالأحرى أن أعشق أو يكون لي حبيبة، وفي أواخر الفصل الدراسي شعرت من الفتاة أنني أروق لها أو أعجبها فهي تحاول التحدث معي وخاصة بعدما عرفت أنني تخرجت من نفس الكلية وكنت الأول على الدفعة وأنا خلال التدريس تعاملت مع كل الطلاب والطالبات بكل الأعمار والأديان بشكل جد متساو ومتعادل، وكنت دائما أكرم المتفوقين وأحاول أن أطرح عليهم الأسئلة المميزة وأشجعهم ومن ضمنها هذه الفتاة، وعندما كنت أقوم بفحص المقابلة لهذه الفتاة حاورتها بشكل خارجي فعلمت منها أنها تحاول دراسة اللغة كما أنها تكمل حفظ القرآن وهنا كانت قمة الإعجاب بهذه الفتاة المحتشمة والتي على حد تعبير من يدرسون معها أنها لا تعطي مرونة عند التكلم مع الرجال، وفعلا أنا خلال الدراسة الجامعية كاملة لم أر إلا أعدادا قليلة من فتيات الإسلام بهذا الشكل من الالتزام والعلم والاحتشام، وفعلا أعُجبت بهذه الفتاة وطلبت منها الإيميل الخاص بها فلم تعارض وأعطتني الإيميل الخاص وأنا بدوري أعطيتها إيميلي وتواعدنا على أن أرسل لها موضوعا يخص الدراسة وانتهى هنا، بعد حوالي فترة أرسلت لها الموضوع بعد رسالة اعتذار منها بأن الإيميل الخاص بها كان غير مفعل وتقول لي إنها سترسل لي بعد أن تنتهي من امتحاناتها وفعلا أرسلت لها الموضوع، ومنذ شهرين لم أحصل على أي رد منها أنا غير حزين على ذلك والحمد لله بالتعرف على هذه الفتاة، فأنا غير نادم على معرفتها وبصراحة قرأت أحد استشاراتكم والتي تطلب منكم إحدى الفتيات طريقا للتقرب من شاب أعجبت به فقلتم لها عليك بالدعاء وبصراحة دعوت الله أن أغنم بها وخاصة بعدما لاحظت الكثير من عوامل التوافق والكفاءة بيني وبينها، والمبدأ الذي أنا عليه من أنني لا أتكلم مع فتاة إلا بعقد لازلت ثابتا عليه، ولكن لا يمكنني أن أقول لها ذلك فأنا ما زال بيني وبينها الكثير من الحواجز، وأنا لم ابعث لها إلا رسالة واحدة، ويمكنني أن أرسل لها كل يوم ولكن أحس بأن هناك رادعا يردعني وهو مخافة الله، وكذلك أنا أخاف أن أجعلها تتعلق بي ولربما لا أستطيع أن أحقق حياة زوجية قريبة،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فندعو الله تعالى أن يثبتك على دينه، وبخاصة على هذا الأمر الشرعي الذي خالفه كثير من الشباب للأسف، وهو عدم ربط علاقات مع فتيات قبل عقد الزواج، أما عن سؤالك، فطالما أنك لست قادراً على الزواج في الوقت الحالي فلا تشغل بالك بهذه الفتاة ولا بغيرها، ومتى استطعت الباءة وهي القدرة البدنية والمادية على الزواج، فلك حينئذ أن ترسل للفتاة وتخبرها برغبتك في الزواج بها، إذ أن الكلام مع المرأة للحاجة ليس ممنوعاً، والرسالة لها نفس الحكم إذا كانت للحاجة، مع التزام الأدب، أما لغير حاجة فلا يجوز، وإرسال مواضيع صحية و.... إلخ، ليست حاجة تبيح الكلام معها، وأما مع عدم القدرة على الزواج فلا داعي للكلام معها، لما فيه من محاذير شرعية، منها: ما قد يجر إليه الكلام من أمور محرمة، ومنها: احتمال تعلق الفتاة بك كما ذكرت في حين أنك غير قادر على الزواج في الوقت الحالي.
ولذا ننصحك بقطع هذه العلاقة حالياً، والسعي في تحصيل القدرة على الزواج، والله نسأل أن يوفقك وييسر أمرك ويكتب لك الزواج بفتاة متدينة صالحة تكون لك قرة عين، وترزق منها الذرية الطيبة.
والله أعلم.