عنوان الفتوى : الاختصاء لخدمة البيت الحرام

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

يكثر ذكر كلمة (أغا) في مكة المكرمة و يقصد بها الرجل الذي يخصى و يوهب للحرم أي يولد الطفل ذكرا ثم يتم خصية وهبته للحرم و العمل في الحرم هل يجوز مثل هذا الشيئ يا شيخ علما أن الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام تزوج النساء سؤالي يا شيخ هل يجوز مثل هذا العمل و هل حدث مثلة في التاريخ الإسلامي أرجو الإجابة علي سؤالي بالتفصيل و جزاكم الله خيرا

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فلا خلاف في أن خصاء الآدمي -حرام صغيراً كان أو كبيراً- لما فيه من تعذيب النفس ‏والتشويه، مع إدخال الضرر الذي يفضي إلى الهلاك، فضلاً عما فيه من إبطال معنى ‏الرجولية التي أوجدها الله فيه، وتغيير خلق الله، وكفر النعمة، واختيار النقص على ‏الكمال.‏
وقد ورد النهي عنه في حديث عبد الله بن مسعود قال: " كنا نغزو مع رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم وليس لنا شيء، فقلنا: ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك" قال ابن حجر: هو ‏نهي تحريم بلا خلاف في بني آدم. وقال سعد بن أبي وقاص: ( رد رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل، ولو ولوأذن له لاختصينا) رواه البخاري.
ولم ‏يقع في التاريخ الإسلامي على وجه الإباحة، ولو صدر من جاهل أو ظالم متعد لم يكن ‏ذلك دليلاً على جوازه.
والحكمة في منع الخصاء أنه خلاف ما أراد الشارع من تكثير ‏النسل إذ لو أذن فيه لأوشك توارد المسلمين عليه - رغبة في دفع الفتنة والانقطاع إلى العبادة - فيقلون بسبب انقطاع النسل.
والحاصل ‏أن الإقدام عليه محرم مهما كان الدافع، وخدمة البيت الحرام لا تقتصر على الخصيان؛ ‏بل إن غيرهم أقوى منهم عليها.‏
والله أعلم. ‏