عنوان الفتوى : الراغب في العفاف هل يستدين ليتزوج
فتاة مخطوبة منذ السنة الفارطة، لخطيبي محل بيع دجاج وبعض التجارة في الأسواق وقد عزم الزواج في ظرف سنة لكن لا تخفى عليكم أزمة مرض الدجاج و لم يتمكن من السفر للاتجار.هل يجوز الزواج بالدين أو من الأفضل أن نؤجل سنة بضعة أشهر حتى نتمكن من توفير الضروريات ليس الكماليات. مع العلم أنه ينوي الاقتراض من أخيه لكنه إذا ما احتاج ماله طلبه منه دون سابق إعلام فيضطر خطيبي للاقتراض من شخص آخر. بالنسبة لي أفضل أن تطول الخطبة بضع الوقت على أن نثقل كاهلنا بالدين. فهذا ابتلاء من الله سبحانه وتعالى وهو يقول : و بشر الصابرين ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد رغب الإسلام في الزواج، وفي المبادرة إليه، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج . متفق عليه.
وقوله: ثلاث لا يؤخرن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤا . رواه الترمذي وأحمد .
فمتى استطاع الشاب الزواج، فلا ينبغي له التأخر، لا سيما إذا كان يخشى على نفسه من الوقوع في الحرام، ولا حرج عليه في الاستدانة لإحصان فرجه، والله سبحانه سيعينه على قضاء دينه، وفي الحديث: ثلاثة حق على الله إعانتهم وذكر منهم: الناكح يريد العفاف. رواه أحمد وهو صحيح. وطالب النكاح موعود بالغنى بقوله تعالى: إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32} ، وراجعي الفتوى رقم: 7863.
لكن إذا لم يخش أن يترتب على تأخير الزواج مفسدة أو خشي من عدم القدرة على الوفاء، فالأولى له أن ينتظر حتى ييسر الله له أمره، فقد كره أهل العلم الاستدانة لغير حاجة، وأخيرا ننبهكما إلى أمر في غاية الأهمية جدا وهو أن الخاطب أجنبي بالنسبة للمخطوبة حتى يتم العقد الصحيح، فلا يجوز له أن يخلو بها ولا أن يرى منها غير ما يراه الأجنبي، ولا يكثر الحديث معها فيما لا تعدو له الحاجة ملحة ، وإن التساهل في مثل هذه الأمور يفتح باب الشر على مصراعيه كما هو مجرب .
والله أعلم .