عنوان الفتوى : حكم دراسة المرأة في الجامعات التي فيها اختلاط

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

قضية تثيرها أختنا هي قضية كثير من النساء المسلمات تقول: كثير من إخواتي في الله يدرسن في الجامعات، وبعض الجامعات مختلطة، تجد الشباب الشيوعي -كما تصفهم سماحة الشيخ- والنصراني والذي ينتمي للأحزاب غير الإسلامية -أيضًا هذا هو قولها- فهل يحق للمرأة السلفية، أي: التي تنتهج منهج السلف هل يحق لها الدراسة في هذا المجال، وهل دراستهن ضرورة للقانون والأحياء والرياضيات، هل هذا ضرورة تبيح للمرأة المسلمة الدراسة مع الشباب سالفي الذكر، مع العلم بأن الدارسات يقلن إنهن سلفيات ويدرسن في هذا الجو المختلط، وأيضًا بحجة الضرورة، فهل يبيح لهن الشرع ذلك، مع أنهن لا يلتزمن أيضًا بلبس النقاب ذلك بأنه ليس بضرورة كما يقلن، وترجو التوضيح في هذه القضايا جزاكم الله خيرا؟ play   max volume  

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الجواب: هذه قضية عظيمة وأمر خطير وليس للنساء أن يدرسن في المدارس والمعاهد والكليات المختلطة؛ لما فيه من الفتنة العظيمة والفساد الكبير؛ ولأنه وسيلة قريبة إلى وقوع ما حرم الله ، فليس لهن أن يدرسن في هذه المدارس أو الكليات أو المعاهد بل يلتمسن الدراسة في جو آخر من المدارس السليمة التي ليس فيها اختلاط، أو بالمكاتبة بينها وبين أهل العلم حتى تسأل عن دينها أو بحضور حلقات العلم في المساجد وهن متحجبات مستورات كما كان في عهد النبي ﷺ، كان النساء في عهد النبي ﷺ يصلين معه ﷺ وهن متحجبات، فإذا صلين خرجن، يسمعن الخطبة ويسمعن العلم، أما دراستهن مع الرجال مختلطات فهذا لا يجوز أبدًا حتى ولو تحجبن، فكيف إذا كن غير متحجبات؟! يكون الشر أكبر وأعظم.
ثم ليس هناك ضرورة إلى أن تدرس ما لا حاجة لها في دينها دراسة الجيولوجيا أو الحساب أو الرياضيات أو غير ذلك، إنما تدرس ما تحتاج إليه في دينها، صلاتها وصومها والمعاملات .. النكاح .. الطلاق، إلى غير هذا مما تحتاج إليه في دينها، وأهم شيء العقيدة، ودرس القرآن الكريم، ومعرفة ما حرم الله وما أوجب الله هذا هو المطلوب، وما زاد على ذلك فالرجال يقومون بذلك وليست في حاجة إلى أن تدرس ذلك.
لا مانع من دراسة الطب حتى تطب أخواتها النساء، فالشيء الذي هناك للمجتمع حاجة فيه لا بأس في المرأة من جنس تعلم الطب لتطب أخواتها هذا لا حرج فيه وطيب ونافع لكن بشرط عدم الاختلاط، أما إذا كان اختلاط فلا.
وهذا هو الواجب على المؤمنة أن تتقي الله وأن تبتعد عن أسباب الفتنة، وأن لا تتخذ رأيها وهواها سبيلًا إلى ما حرم الله ، بل تسأل أهل العلم وتستفيد مما عندهم من العلم، والله جل وعلا قال: وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [الأحزاب:33] وقال: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32] وقال سبحانه: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33] فالمرأة مأمورة بأن تبقى في بيتها إلا إذا ظهرت المصلحة في خروجها، ومنهية عن التبرج، ومنهية عن الخلطة بالرجال، والخلوة بالرجال، والخضوع للرجال بالقول كل هذا مما يضرها في دينها وأخلاقها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا فبين ﷺ أن هذا الصنف من النساء وهن الكاسيات العاريات المائلات عن الحق والمميلات إلى الباطل، هم من أهل النار من المتوعدين بالنار لعدم قيامهن بواجب الستر والحجاب، ولتساهلهن بما يجر الفتنة عليهن ويسبب وقوعهن في الفاحشة ولا حول ولا قوة إلا بالله، فنسأل الله لأخواتنا في الله الهداية والتوفيق. نعم.