عنوان الفتوى : معنى قوله: (إن الله خلق آدم على صورته)
شيخ عبدالعزيز نعود في بداية لقائنا إلى رسالة الأخ: عبدالله بن محمد بن عبد الله أخونا في حلقة مضت عرضنا بعض أسئلته وفي هذه الحلقة يسأل ويقول: ورد حديث عن النبي ﷺ ينهى فيه عن تقبيح الوجه، وأن الله خلق آدم على صورته، فما الاعتقاد السليم نحو هذا الحديث؟ play max volume
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فالحديث ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته وفي لفظ آخر: على صورة الرحمن وهذا لا يلزم منه التشبيه والتمثيل، فالمعنى عند أهل العلم أن الله خلق آدم سميعًا بصيرًا متكلمًا إذا شاء، وهذا هو وصف الله ، فإنه سميع بصير متكلم ذو وجه جل وعلا، وليس المعنى التشبيه والتمثيل بل الصورة التي لله غير الصورة التي للمخلوق، وإنما المعنى أنه سميع بصير ذو وجه ومتكلم إذا شاء.
وهكذا خلق الله آدم سميعًا بصيرًا ذا وجه وذا يد وذا قدم ويتكلم إذا شاء، لكن ليس السميع كالسميع وليس البصير كالبصير وليس المتكلم كالمتكلم وليس الوجه كالوجه بل لله صفاته سبحانه وتعالى لا يشابهه فيها شيء بل تليق به سبحانه، وللعبد صفاته التي تليق به صفات يعتريها الفناء والنقص والضعف، أما صفات الله سبحانه فهي كاملة لا يعتريها نقص ولا ضعف ولا فناء ولا زوال، ولهذا قال : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] .. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4] فلا يجوز ضرب الوجه ولا تقبيح الوجه. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.