عنوان الفتوى : المعروف يرد بمثله أو أحسن منه

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا أعمل في شركة ولدي زميلاتي في العمل وأنا أخاف الله في علاقتي مع الناس جميعا لدرجة أنني أحاسب نفسي كثيرا جدا إذا صدر مني أمر ما وأزعج أحدا، و إحدى الزميلات في العمل لديها بعض الصفات أو الطباع غير الحميدة ولا أدري إن كان هذا طبعا لها أم ماذا، إنها لا تتلفظ كثيرا (نادرا) بالشكر والامتنان إن قدمت لها شيئا أو إن كان هنا ما يستوجب عليها مباركته ورغم ذلك أنا أعاملها بما يرضي الله وبما أوصانا به الرسول من الأخلاق الحميدة، بالرغم من أنها تصلي ومتحجبة وهي ليست سيئة إن شاء الله. ولي غيرها من الزميلات اللاتي يقدمن لي الشكر والامتنان والدعاء على أي شيء أقدمه لهم، والله يعلم أنني إن قدمت شيئا فلا أبتغي به سوى مرضاة الله عني وعن حياتي، ولكن بطبع الإنسان يرغب بسماع الكلمة الطيبة، سؤالي هنا أفكر دائماً هل أنا مقصرة تجاهها أم هناك بنفسها شيء تجاهي أم هي هواجس فقط وعلي التخلص منها أم هي حساسية مفرطة مني؟؟أو هل علي أن أصارحها عن تصرفاتها تلك؟؟ وما هي العلاقة التي تتوجب أن تكون مع الصحبة؟؟ وهل علي أن أتعامل مع الكل على حد سواء؟! أم يجب أن يكون هناك تفضيل وتمييز بين الآخرين حسب نفسياتهم وأخلاقهم وكرمهم الديني؟ وأرجو توضيح المعاني التالية حول: الاعتدال في المحبة، والاقتصاد في المديح، والإنصاف في المعاملة، والتوسط في المعاشرة، والالتزام بالشرع في المخالطة. أرجو منكم إفادتي وشكرا لكم

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الأصل أن يرد المسلم المعروف بالمعروف كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: من استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. رواه أحمد وأبو داود.

فهذه الأخلاق وأمثالها هي ما ينبغي أن يتعامل به المسلم مع إخوانه، ولعل هذه الأخت التي لا تقابل ما يقدم إليها من الإحسان بالشكر والدعاء..... لعل ذلك عائد إلى طبيعتها، فمن الناس من يكون قليل الكلام بطبيعته،

وما دامت صديقتك متحجبة ومقيمة للصلاة فينبغي أن تظني بها أحسن الظن وتلتمسي لها أحسن المخارج.

ويمكن أن تتهمي نفسك بأنك مقصرة معها أو مع غيرها أو في أمر من الأمور، فالإنسان محل نقصان وعيوبه غائبة عنه، ولا مانع من مصارحتها بهدوء ومودة، فلعل عندها عذرا فيما تفعل، والأصل أن يعامل المسلم إخوانه جميعا على حد السواء وأن يكافئ من يستحق ويرد المعروف بمثله أو أحسن منه على من أسدى إليه معروفا.

وأما التوسط والاعتدال في الأمور التي ذكرت وفي غيرها بل وفي الحياة كلها حتى في العبادة فهذا هو منهج الإسلام وميزة هذه الأمة كما قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً{البقرة: 143}

وعن الاعتدال في المحبة يقول صلى الله عليه وسلم: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.

وقد وردت نصوص كثيرة من الوحي تدل على هذا المعنى لا يتسع المقام لذكرها نرجو أن تطلعي عليها في محلها.

والله أعلم.