عنوان الفتوى : طاعة الزوج أوكد من طاعة الأبوين
يا فضيلة الشيخ كنت قرأت عن أن بر الوالدين أفضل جهاد، إني متزوجة وكنت سافرت إلى موطني الأصلي لزيارة الأهل وهناك طلبت مني أمي أن لا أسافر وأن أمكث معهم إلا أني رفضت وآثرت أن أرجع مع زوجي إلى البلد الذي نقيم فيه حالياً، هل ذلك نوع من العقوق، وهل عليه كفارة؟ جزاكم الله عنا كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن للأم منزلة عظيمة، فهي أحد الوالدين اللذين وصى الله بهما وأمر بالإحسان إليهما، وحقها برها والإحسان إليها وطاعتها في المعروف، وفي المقابل نجد حق الزوج في طاعة زوجته له، وحق الوالدين مقدم على حق كل أحد إلا الزوج، فقد نص أهل العلم على أن المرأة إذا أصبحت ذات زوج كان حق زوجها أوكد، ومقدم على حق غيره، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: المرأة إذا تزوجت كان زوجها أملك بها من أبويها، وطاعة زوجها عليها أوجب. انتهى.
وبهذا يتبين لك أن ما فعلته هو الصواب, وأنه لا حرج عليك فيما فعلت من مخالفتك أمر أمك، وذهابك مع زوجك. وليس ذلك من العقوق في شيء، ولا سيما إذا لم تكن بحاجة إلى رعايتك لها والقيام بشؤونها.
والله أعلم.