عنوان الفتوى : حكم شراء اللحم المذبوح عند القبر
في منطقة هنا بالمغرب يوجد ضريح لأحد الشيوخ يسمى بـ (سيدي علي) وغالباً ما يأتي الناس كما هو متعارف عليه لهذا الشيخ بأضحية شكراً له لبركاته (كما يقولون)، فتذبح له الأضحية على الطريقة الإسلامية بالتسمية والتكبير... فهل يجوز شراء لحم هذه الأضحية التي تعرض للبيع، علماً بأنها ذبحت كهدية لهذا الشيخ المتوفى؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قصد قبور الصالحين من أجل العكوف عندها وذبح الضحايا وتقديم النذور والطعام والشراب لزائريها كل ذلك من البدع التي حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته منها، فقال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحذر ما فعلوا. رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة.
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أناس يأخذون أضحيتهم فيذبحونها بالقرافه (مقبرة) بمصر، فأجاب: لا يشرع لأحد أن يذبح أضحيته ولا غيرها عند القبور بل ولا يشرع شيء من العبادات الأصلية كالصلاة والصيام والصدقة عند القبور فمن ظن أن التضحية عند القبور مستحبة وأنها أفضل فهو جاهل ضال مخالف لإجماع المسلمين، بل قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقر عند القبر كما كان يفعل بعض أهل الجاهلية إذا مات لهم كبير ذبحوا عند قبره، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تتخذ القبور مساجد... فكيف يتخذ القبر منسكاً يقصد النسك فيه. انتهى.
هذا والذبح عند القبر إن قصد به تعظيم المقبور فهذا شرك أكبر فلا يحل الأكل من الذبيحة ولا شراؤها لأنها مما ذبح لغير الله تعالى، أما إن كان الذبح لله تعالى عند القبر فهو محرم ولا شك، وقد كره الإمام أحمد الأكل مما يذبح عند القبر بالمعنى الثاني، كما في كشاف القناع: ويكره الذبح عند القبر والأكل منه. انتهى.
ويقاس الشراء على الأكل, فالذي نراه والله أعلم ترك شراء هذا اللحم المذبوح عند القبر.
والله أعلم.