عنوان الفتوى : من منع ابنته من الزواج بالكفء
تزوجت من حوالي 8 سنين ومن أول يوم خطبتي وأنا غير مقتنع بزواجي على الصعيد النفسي والعاطفي الخ.. والله يعلم أني أخافه كثيرا وأحاول أن أكون ملتزما بدينه الحنيف وأرضي الناس وكنت أحاول أن أرضي زوجتي لكن دون جدوى لأني لم أحبها بل كنت أصبر لأنها تخاف الله مع العلم كنت أعمل لها المشاكل بشكل يومي ودائم ولا يوم هي طلبت الطلاق لأنها تحبني كثيرا وأكثر من ذلك أنا قلت لها عدة مرات بأني لا أحس فيها وهي تحاول أن ترضيني مع الملاحظه أن بيئتي غير بيئتها ( على الصعيد الاجتماعي ) وأنا من داخلي أحاول أن أكون قريبا منها مرنت نفسي أن أتكيف وخصوصا أن الله عز وجل رزقني ببنت وولد وأحاول أن أصبر لكن دون جدوى لا أحس بالحب معها فكرت بطلاقها لكن أخاف الله أن أكون ظالما بحقها ففكرت في نفسي أن أتزوج زوجة ثانية لأني أصبحت نفسي تحدثني أن أفتش على أي واحدة لكن أخاف الله... فطرحت عليها موضوع أن أتزوج زوجة ثانية فرفضت وطلبت الطلاق إن أنا فكرت أو أريد أن أتزوج.. فعرضت عليها أن أتزوج ولم أطلقها مباشرة وبعد سنة من زواجي الثاني أطلقها إن شاءت على أساس يكون قرارها بالطلاق من عقلها لا من غيرتها مع العلم هي تسأل نفسها لماذا أنا أريد الزواج الثاني هي لا تدرك معاناتي الداخليه الخ... وبالعلم أخاف عليها ولا أحبها أن تمرض والله يعلم بأني كريم عليها وهي تشهد بذلك... مرت الأيام وأنا عقدت نية الزواج بطريقة السر منعا لطلاقها وحدثت نفسي أن أرضيها وأتزوج ولو بالسر وأسر قلبي مع العلم يمكنني أن أحسن اختيار زوجة ثانية ذلك بخبرتي في الحياة اليومية وعمري الآن 34 سنة يعني أعاني وأنا شاب فماذا أنتظر ؟ وفي يوم أتى لي أقارب من بلد عربي ثاني صراحه أعجبت بابنتهم كثيرا وكانو مستضافين عندي في منزلي يعني بحكم صلة الرحم فتحدثت مع هذه الفتاه عن مشاكلي وقلت لها بأني أريد الزواج وعرضت عليها الفكره فوافقت وكان هذا بشكل سريع كأفكار ولما رجعت إلى بلدها كنت أحادثها في الهاتف على أساس أن نتفق ونصل إلى صيغة مرضية وأريد أن أفهمها وأن تفهمني الخ.. بدأت أحبها كثيرا وكان قلبي يهتف لها وأنا لا أتكلم كمراهق لأني لم أحس في حياتي هذا الشعور ولا مع زوجتي الأولى. تبين أن هذه الفتاة عايشة في بيت بالعام فساد وهي صغيرة العمر حوالي 18 سنة وأقصد بالفساد أن أباها لا يهتم بمنزله فقط يدفع الفلوس ولا يهمه ويعرف نساء وابنته تعرف عن علاقاته وعندها مشكلة نفسية من أبيها إلى أن قالت لي مرة قبل أن تحبني بأنها لا تريد الزواج لأن في نظرها كل الرجال مثل والدها ...أختها كانت متحجبة وتركت الحجاب. أخوها إنسان عادي وأنا لمست لا يوجد التزام في منزلهم ... وأمهم إنسانة جيدة لكن من واقع منزلها وزوجها ممكن بعض تصرفاتها غير مرضية إلى الله لكن لا يفعلون الحرام جميعا وقصدي لا يزنون لا يشربون الخمر طبعا عدا أباهم الله أعلم به .. لما أصبحنا نحب بعضا سمعت عن حياتها وتبين لي بأنها مظلومة تعبانة من مشاكل أهلها فكانت تسقط أرضا لأنها كانت تفكر كثيرا في منزل أهلها وتعرف أن أباها له علاقات حرام وأبوها على علاقة بواحدة أرملة وعندها أولاد وهو يدفع لهم مصاريف المدارس والطعام حتى أمور النساء الخاصة الخ .. وهي تعلم كل هذا وتكتم في قلبها إلى أن أصبح عندها هاجس قوة يعني تتصرف بقوة ولا تخاف أحدا على أساس أن تكون متينة ولا أحد يضحك عليها... وأنا أكدت بأنها تخاف الله كثيرا وتصلي وتصوم الخ .. ولا تغضبه إلا بلباسها الخارجي قليلا لأن أباها لا يسأل وكلنا نعرف الشيطان يحاول أن يستغل هذه الظروف... فبدأت أعلمها أمور الدين وأقول لها إن المكان الفلاني لا تذهبي إليه لأن الجلوس فيه حرام أو الكلام الفلاني لا يقال لأنه نميمة الخ وكانت تستجيب بقناعة وتبكي وقالت لي إن زمانها أسود مع عائلتها لكن أصبحت تصلي بشكل جيد وأحسنت لبسها ولا تعصب ونصحتها أن تحب أباها وأن تدعو له وأن تحاول أن تؤثر عليهم لكن أبوها وأهل بيتها لا يسمعون ... وهي الآن تشتغل على نفسها لإرضاء الله عز وجل وأنا أعمل على إعطائها الأحسن وأعلمها لأني ملمم قليلا بفضل الله بالدين وهي تحبني كثيرا وقالت لي بأني غيرتها إلى الأحسن وبنفس الوقت تركت أصحاب السوء لأني بينت لها ليس كل الناس أصحابي الخ..المهم هي موافقة على الزواج مني وهي راضية أن تكون زوجة ثانية وراضية بالسر بدون علم زوجتي حتى لا تحس زوجتي بأنها سرقتني وهي تحب زوجتي وأولادي .. ولا تريد الزواج من آخر كي لا ترى أباها فيه وهي تريدني لأني أخاف الله ونحن يوجد حب في قلوبنا وأنا نعم أحببتها كثيرا جدا وأحبها .. سؤالي أريد أن أتزوجها وأن يكون الشيخ وليها لأن أباها (الغارق بالحرام) سوف يرفض فكرتي من زواج ابنته مني .. فأي مذهب يشرع زواجي منها من دون أبيها كولي ؟ سامحوني لأني أطلت عليكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الولي شرط في صحة النكاح ، وهذا مذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة ، وهو ما نرجحه ونفتي به ، وذهب الحنفية إلى عدم اشتراط الولي لصحة النكاح .
والولاية في النكاح لا يشترط لها العدالة على الراجح ، فلا تسقط ولاية الولي الفاسق ، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 43004.
وإذا طلبت الفتاة من وليها تزويجها بالكفء فإنه يلزم الولي تزويجها وإلا إثم ، واعتبر عاضلا إن كان منعه لها لغير مسوغ ، وانتقلت عنه الولاية ، قال زكريا الانصاري في أسنى المطالب : ( فرع لو التمست البكر البالغة ) العاقلة ( لا الصغيرة التزويج من الأب ) مثلا ( بكفء ) خطبها كما في الأصل وعينته بشخصه أو نوعه حتى لو خطبها أكفاء فالتمست منه التزويج بأحدهم ( لزمه الإجابة ) تحصينا لها؛ كما يجب إطعام الطفل إذا استطعم فإن امتنع أثم وزوجها السلطان ) انتهى .
وبناء على ذلك ، فلا يصح الزواج إذا كان بغير علم ولي الفتاة وهو أبوها .
ولا يجوز له أن يرفض الكفء المتقدم لها ، وإذا فعل فلها أن ترفع أمرها إلى القاضي ليزوجها, ومثل القاضي من يقوم مقامه .
وأما إخفاء الزواج عن الزوجة الأولى فلا حرج فيه ، إذ لا يشترط إعلان الزواج, وإنما يستحب. وسبق بيانه في الفتوى رقم: 63964.
والله أعلم .