عنوان الفتوى : حكم العمل في تصميم موقع لرياضة السيارات
أرجو عدم تحويلي إلى فتوى سابقة منذ فترة بدأت بتصميم موقع لرياضة السيارات الفورميلا1 , وخطر لي قبل استخدام الصور التي حملتها من النت,أن اطلب إذن أصحاب المواقع الأجنبية التي نشرت تلك الصور. وبعد مراسلتي لهم أجابوني أنه من غير الممكن استخدام صورهم , ولكنهم ولأمانتي طلبوا مني فتح قسم جديد لموقعهم باللغة العربية,علما أن سيارات الفورميلا بشكل عام تحوي بعضها إعلانات لكحول وسجائر, والموقع الذي راسلته يوجد أحيانا بداخلة فلاشات دعائية من اجل المراهنة بالإضافة لآخر أخبار تلك الرياضة, مع صور التي قد تحوي أحيانا صور عارضات حصل وتواجدن وقت السباق. فهل يجوز لي مساعدتهم في فتح قسم عربي ؟؟؟ وماذا إن أعطوني الخيار في إزالة الصور التي لا أقتنع بها, وفلاشات المراهنات. وهل لي أن اقبل منهم المال,مع عدم علمي بمصدره, فالموقع في الأصل هو موقع هولندي. وإذا لم يكن ذلك ممكنا هل لي أن أستخدم صورهم حتى وإن لم يعطوني الإذن. وفي الأساس هل من المحرم أن أصمم موقعا لرياضة السيارات وخاصة كما قلت إن بعض السيارات تحمل أسماء شركات كحول وتبغ. وصدقوني لقد بدأت أجد كل الأبواب مغلقة فلقد تركت العمل في مقهى انترنت عرض علي مبلغا كبيرا جدا من المال , بعد قراءتي فتواكم بحرمة العمل في مقهى انترنت,في الوقت الذي أنا بحاجة فيه إلى المال, وفي نفس الوقت ألقى التوبيخ من أهلي لعدم حصولي على عمل. ولكن ثقتي بالله كبيرة, والحمد لله على كل شيء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يمكنك في حقيقة الأمر أن تصمم موقعا لرياضة السيارات ويكون هذا الموقع خاليا مما يحرمه الشرع, سواء استقللت بفتح الموقع أو كنت وكيلا لغيرك, لأن هذه الرياضة رياضة عالمية تمولها شركات الخمور والسجائر في غالبها, ويقصدون من ذلك الترويج لبضاعتهم المحرمة من وراء تنظيم مثل هذه المسابقات, فلن يخلو عملك من إعانة لمروجي الخمور والدخان, وهذا ما نهى الله تعالى عنه بقوله: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.
وكثير من هذه المسابقات تقوم على الرهان والقمار المحرم, وبالتالي يحرم عليك الترويج للقمار من خلال تصميم موقع لرياضة تقوم على القمار. وبالجملة فهذه المسابقات بوضعها الحالي تشتمل على إضاعة للمال ومخاطرة بالأرواح وترويج للخمور والدخان, وتقوم على القمار في بعض صورها، وما كان كذلك فليس مجالا لعمل المسلم الباحث عن الزرق الحلال، وعليك أن تصبر على البحث عن وجوه الكسب الحلال, ولا يحملنك إبطاء الرزق على الدخول في أعمال تضرك في دينك وعاقبة أمرك، واعلم أن الفرج مع الصبر, وأن مع العسر يسرا.
والله أعلم.