عنوان الفتوى : دفع المال هربا من الفضيحة
في إحدى الليالي أتيت منكرا عظيما وعلمه أحد الأشخاص وطلب مني مالا لكي يسترني إلا أنني ليس لي مال لأعطيه وهو الآن يهدد بفضحي وإذا افتضحت ليس من حل أمامي سوى الانتحار كل ما أقوم به الآن هو الذكر وطلب الله عز و جل أن يسترني علما بأنني تبت لله فهو الذي يقبل التوبة من عباده أفيدوني جزاكم الله خيرا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج عليك أن تفتدي منه بمال كيلا يفضحك, ولكن من يضمن لك أنه لا يستفزك بعد ذلك أيضا فيطلب منك مالا آخر أو غيره, بل قد يطلب أمرا محرما إذا وجد منك ضعفا وتنزلا عند رغباته فينبغي ملاحظة ذلك والنظر فيما هو أولى.
وعلى افتراض أنه أذاع أمرك وافتضحت أمام الناس كما تزعم فهذا لا يبيح لك الانتحار فتفتضح بين يدي الواحد القهار.فقتل النفس حرام حرمة عظيمة وجزاؤه جهنم والعياذ بالله كما بينا ذلك مفصلا في الفتويين:10397، 5671، فانظر يارعاك الله أيهما أخف أن تفتضح أمام الناس وقد لا يكون لذلك كبير أثر أو عظيم ضرر أو تفتضح أمام رب العزة والجلال فتتعدى حدوده وتنتهك حرماته وتزهق تلك النفس التي أودعها إياك فيفضحك يوم القيامة ويعذبك عذابا نكرا.
فأزل من خاطرك هذا التفكير السيء, واسأل الله تعالى أن يسترك بستره ويلبسك ثوب عافيته قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:3} وانظر الفتوى رقم: 23867.
وإن رأيت من المصلحة كف شر ذلك الشخص ومداراته بمال فلا حرج في ذلك.
والله أعلم.