عنوان الفتوى : يحرم كل ما ينافي وجوب الإنصات للخطيب
بينما كنت جالساً في الصفوف الأولى في صلاة الجمعة جاء شخص من الخلف متخطياً الرقاب وعندما وصل بجانبي طلب مني ومن الذي بجانبي أن نفسح له ليجلس بجانبنا، ولم يكن له حيز كاف، فنهرته بالإشارة ورفضت طلبه ودعوته بالإشارة أن يعود للخلف حيث يوجد متسع، فهل في ذلك الفعل مني خطأ، وهل الإيماء بالاشارة يعتبر من اللغو في الجمعة؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يشرع للشخص أن يتخطى رقاب الناس بعد جلوس الإمام على المنبر؛ لما رواه أبو داود وابن ماجه عن عبد الله بن بسر: جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اجلس فقد آذيت. قال الشيخ الألباني: صحيح.
والظاهر أن الذي قمت به من اللغو المنهي عنه لأنه فعل كثير ومشغل عن الإنصات للخطيب، فلا شك أنه أبلغ من مس الحصا الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: من مس الحصا فقد لغا. رواه مسلم.
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم شارحا لهذا الحديث: الحديث فيه النهي عن مس الحصا وغيره من أنواع العبث في حالة الخطبة، وفيه إشارة إلى إقبال القلب والجوارح على الخطبة. انتهى.
وقال العدوي في حاشيته على كفاية الطالب الرباني وهو مالكي: والحاصل أنه يحرم كل ما ينافي وجوب الإنصات ولو غير السامع من أكل وشرب وتحريك شيء يحصل منه تصويت كورق أو ثوب أو فتح باب أو سبحة أو مطالعة في كراس. انتهى.
وعليه؛ فاستغفر الله تعالى مما أقدمت عليه ولا تعد إلى مثله، وصلاتك مجزئة إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.