عنوان الفتوى : السعيد من عامل الخلق لله لا لهم
قرأت في كتاب البلاغة للإمام علي (كرم الله وجهه) موعظة تقول "من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن عمل لدينه كفاه أمر دنياه، ومن أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس" .. فهمت الجزء الأول والثاني ولكني لم أفهم الجزء الثالث .. جزاكم الله خيراً .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ومعنى جملة (ومن أحسن فيما بينه وبين الله ..إلخ) أن من أطاع الله تعالى, وقام بما أوجب عليه, وأحسن فيه كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس بصرف قلوبهم إليه وملئها من محبته, وكف أذاهم عنه.
وقد شرح ذلك العلامة المناوي في فيض القدير فقال: هذا يدل على أن صلاح حال العبد وسعادته وفلاحه واستقامة أمره مع الخلق إنما هو في رضا الحق, فمن لم يحسن معاملته معه سرا واعتمد على المخلوق وتوكل عليه انعكس عليه مقصوده وحصل له الخذلان والذم واختلاف الأمر وفساد الحال ... والسعيد من عامل الخلق لله لا لهم، وأحسن إليهم لله، وخاف الله فيهم ولم يخفهم مع الله، ورجا الله بالإحسان إليهم، وأحبهم لحب الله ولم يحبهم مع الله .انتهى منه بتصرف يسير. فهذا هو معنى الأثر، ولكن ننبهك إلى أن في نسبة كتاب نهج البلاغة إلى علي رضي الله عنه ما فيها. وانظر الفتوى رقم: 16145.
والله أعلم.