عنوان الفتوى : فائتة السفر تؤدى في الحضر تامة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

1-ماذا يفعل من كان فى سفر ولم يصل الصلاة حتى رجع إلى البيت هل يصلى قصرا أم تماما 2-ما هو تفسير الآية (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما)

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإن من نسي صلاة وهو مسافر أو صلاها بغير وضوء ‏‎-‎مثلاً- ثم تذكر أنه نسيها أو ‏صلاها بلا وضوء بعدما رجع من سفره، فالقول الراجح أنه يصليها تامة من غير قصر، ‏لأن التخفيف بالقصر إنما جاز لعارض السفر، فلما لم تؤدَّ فيه، زال العذر فلزم إتمامها.‏
أما تفسير قوله عز وجل ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم من سيئاتكم ‏وندخلكم مدخلاً كريماً) [النساء:31] إلى آخر الآية فحاصله أنه تعالى جلت رحمته يخبر ‏عباده بأنهم إذا اجتنبوا الكبائر التي نهاهم عن ارتكابها، فإنه بمنه وفضله يكفر ما ارتكبوه ‏من صغائر الذنوب، ولا بد من تقييد تكفير السيئات باجتناب الكبائر، وفعل الطاعات ‏المأمور بها، وذلك لما أخرجه النسائي وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي ‏الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده! ما من عبد يصلي ‏الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويؤدي الزكاة ويجتنب الكبائر السبع، إلا فتحت له ‏أبواب الجنة فقيل له: أدخل الجنة سلام" فالآية إذن فيها حذف جملة، وتقديرها إن تجتنبوا ‏كبائر ما تنهون عنه- أي وتفعلوا - الطاعات نكفر عنكم سيئاتكم. وتكفير السيئات ‏شرعاً إزالة المستحق من العقاب بثواب أزيد منه، أو بتوبة ماحية له. والكبائر ما كبر من ‏الذنوب وعظمت عقوبته. وقد اختلف في تحقيق معنى الكبائر، ثم في عددها. فأما في ‏تحقيقها فقيل: إن الذنوب كلها كبائر، وإنما يقال لبعضها صغيرة بالإضافة إلى ما هو أكبر ‏منها، كما يقال: الزنى صغيرة بالإضافة إلى الكفر، والقبلة صغيرة بالإضافة إلى الزنى. ‏والقائل بهذا قال: إن المراد بالكبائر التي يكون اجتنابها سبباً لتكفير السيئات هو الشرك، ‏واستدلوا على ذلك بقراءة من قرأ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه، وعلى قراءة الجمع ‏فالمراد أجناس الكفر، واستدلوا على ما قالوه بقوله تعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ‏ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [النساء:48]هذا قول طائفة. وذهب جماهير العلماء مذهباً ‏آخر، يترجم قولهم ما قاله ابن عباس: من أن الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب ‏أو لعنة أو عذاب.‏
وقال جماعة من أهل الأصول: الكبائر كل ذنب رتب الله عليه الحد، أو صرح بالوعيد ‏فيه. وقيل غير ذلك. وأما الاختلاف في عددها فقيل إنها سبع، وقيل سبعون، وقيل ‏سبعمائة، وقيل غير منحصرة ولكن بعضها أكبر من بعض. وقد ثبت في الصحيحين من ‏حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اجتنبوا السبع ‏الموبقات، قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا ‏بالحق، والسحر وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات ‏الغافلات المؤمنات" وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله؟ ‏عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك، قلت: إن ذلك ‏لعظيم، ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، قلت ثم أي؟ قال أن تزاني ‏حليلة جارك" أخرجه البخاري وفي الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال ‏النبي صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك ‏بالله، وعقوق الوالدين -وكان متكئاً فجلس- وقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما ‏زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت". فهذه الأحاديث تثبت أن اجتناب الكبائر مكفر ‏للسيئات وحمل السيئات، هنا على الصغائر متعين لذكر الكبائر قبلها.‏
والله تعالى أعلم.‏
‏ ‏