عنوان الفتوى : الجزاء الأليم لمن حلف بالله كاذبا
حلف زوج أختي على القرآن بأنه لم يلمس أختي بعد طلاقها بعدة أيام, وقال إنها كاذبة أمام القاضي حتى لا يرجعها إلى ذمته, وأختي تقول إنه لمسها وقبلها واستمتع بها ولكن لم يجامعها ! ما جزاؤه في الدنيا والآخرة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخلو أمر زوج أختك هذا في حلفه من أن يكون صادقاً فيه أو أن يكون كاذباً ، فإن كان صادقاً فالأمر واضح ، وينبغي لمن لا يعلم حقيقة الأمر أن يصدقه ، لما روى ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ومن حلف له بالله فليرض . وأما إن كان كاذباً فيمينه يمين غموس يستحق صاحبها التعزير في الدنيا ، وقد ورد في اليمين الغموس من عذاب الآخرة قول الله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {آل عمران: 77 } وبمعنى هذه الآية ورد حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ........ ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال امرئ مسلم . الحديث رواه البخاري
وبخصوص أصل القضية محل النزاع فبما أنها قد عرضت على القاضي فهو أولى بالنظر فيها وإصدار الحكم المناسب بناء على ما يثبت عنده من البينات .
والله أعلم .