عنوان الفتوى : دعاء الله أن ييسر الخير حيث كان هو الأفضل
أنا فتاة أحببت شابا يصغرني بسنة واحدة فلم يوافق أهله على زواجي منه على الرغم من حبه الشديد لي وشجاره الدائم معهم من أجلي ورغم موافقة أهلي على زواجي منه وفجأة أخبرني بأنه قد خطب فتاة أخرى, فمرضت مرضا شديدا وأصبحت في حال لا يوصف دعوت الله كثيرا وأنبت , ولكن حالي تسوء يوما بعد يوم وحاولت النسيان فلم أستطع ولشدة ما دعوت الله رأيت في المنام أنني أدعو الله وطلبت من أطفال أن يدعو لي أن أتزوجه فأخبروني أن أقول بسم الله السميع العليم مليون مرة وهم يرفعون أيديهم إلى الله فماذا أفعل ؟ وهل يجوز أن أطلب من الله أن يجعله من نصيبي وألا يتم زواجه منها ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكان الله في عونك، وشفاك الله من مرضك، ثم اعلمي -أصلحك الله- أن الزواج بقدر الله سبحانه وقضائه، ومن أركان ديننا الإيمان بالقضاء والقدر، فآمني بقضاء الله وقدره، واستسلمي له، وارضي به، تكوني بذلك مؤمنة حقا، ويرضى الله سبحانه عنك، ويرضيك، وفي الحديث: فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط.
أما الدعاء فإنه مشروع في الجملة، ويرد القضاء بإذن الله ، لكن بشرط أن لا يكون فيه اعتداء، والدعاء بأن لا يتزوج الشاب تلك الفتاة من الاعتداء في الدعاء، فإذا دعوت فادعي الله أن يقدر لك الخير حيث كان ، وقولي كما في دعاء الاستخارة: أسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن في زواجي بهذا الشاب خيرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه, وإن كنت تعلم أن في زواجي به شرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به.
ووصيتنا لك تقوى الله، فليس هناك شيء يهون الأمور وييسرها مثل تقوى الله عز وجل، كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق: 4}.
ومن تقواه سبحانه أن تقطعي علاقتك مع هذا الشاب الأجنبي ، الذي لا يحل لك ربط علاقة معه خارج نطاق الزواج.
أما الرؤيا التي رأيت فلا تلتفتي إليها فالرؤيا لا يبنى عليها أمر ديني أو دنيوي بحيث يعمل بمقتضاها كفاً أو امتثالا.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.