عنوان الفتوى : لا حرج في خروج المرأة للتنزه مع مراعاة الآداب الشرعية
أنا شاب ملتزم وزوجتي والحمد لله ملتزمة جداً ونحن بإذن الله- على خير, ولكنها طلبت مني أن تخرج مع أمها إلى المتنزة للترفيه عن الأولاد فقلت لا, ولكنها تقول أنت دائما تمنعني من كل شيء -مع أنها والحمد لله ملتزمة ومحافظة جداً- وأنا أرفض دائما، وبالأمس فوجئت بأنها ولأول مرة تقول لي أنت تحاول أن تطمس شخصيتي وأن تجعل شخصيتك هي السائدة، وأنا أقول لها إن هذا من باب غيرتي المباحة وهي تقول إنها من باب عدم الثقة، فماذا أفعل؟ ولكم جزيل الشكر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس للمرأة أن تخرج من البيت إلا بإذن زوجها، فإن أذن لها خرجت وإن لم يأذن حرم عليها الخروج، والأصل في المرأة أن تلزم بيتها، لقوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ {الأحزاب:33}، خاصة مع كثرة الفساد والفتن، وللمزيد من الفائدة حول مضار خروج المرأة من بيتها راجع الفتوى رقم: 20363.
إلا أننا ننصح الزوج بأن لا يمنع زوجته من الخروج مطلقاً، بل إن لم يكن في الخروج فتنة، ولم يكن كثيراً، وكان لغرض الترفيه المباح عن النفس وعن الأولاد، فلا يمنعها منه دائماً، بل يحسن أن يأذن لها أحياناً مع التنبيه على وجوب مراعاة الضوابط الشرعية كالستر وعدم الاختلاط بالرجال، وهذا من حسن العشرة التي أمر الله تعالى بها، فقال: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}.
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي وصححه ورواه ابن ماجه من حديث ابن عباس وصححه الألباني. وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم خلقاً. رواه الترمذي، وصححه هو والألباني.
وحسن التصرف في مثل هذه الأمور من أسباب دوام المودة والسعادة بين الزوجين، وللمزيد من التفصيل حول السعادة الزوجية وأسبابها راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 42552، 62715، 64269.
والله أعلم.