عنوان الفتوى : واجب الزوج تجاه زوجة مفرطة في طاعة ربها وطاعة زوجها
أخونا يقول: إنه مبتلى بزوجة غير صالحة إلا أنها ابنة عمه ويتيمة أيضاً، وهي غير طائعة لربها -كما يقول- وبالتالي غير مطيعة له ويرجو من سماحة الشيخ التوجيه، هل يخرجها أو يصبر عليها، وبم توجهونه لو تكرمتم؟ play max volume
الجواب: أولاً: ينظر في شأنها من جهة عدم طاعتها لربها إن كانت لا تصلي فترك الصلاة كفر على أرجح قولي العلماء كما تقدم وإن كانت لا تجحد وجوبها، فمثل هذه لا ينبغي له أن يعاشرها ولا يتصل بها حتى تتوب إلى الله وترجع عن كفرها وتقيم الصلاة، أما إن كانت مسائل أخرى تفعلها من بعض المعاصي كالغيبة أو بعض التساهل في الحجاب، أو ما أشبه ذلك من المعاصي فإنه يفعل ما هو الأصلح، فإذا رأى الصبر عليها ونصيحتها وتأديبها ولو بالضرب المناسب الذي لا يجرح ولا يكسر، ضرب يؤدبها ويؤلمها ولكن لا يضرها ضرراً كبيراً فمثلما قال الله جل وعلا: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ[النساء:34] فالمؤمن يؤدب زوجته إذا لم تستقم بالوعظ والتذكير ولا بالهجر فله تأديبها التأديب المناسب الذي لا يضرها ولكن يؤلمها بعض الألم ويخيفها حتى تستقيم على أمر الله، أو يخبر والدها إن كان لها والد أو أخاها إن كان لها أخ جيد حتى يقوم بنصيحتها أو تأديبها ومساعدة زوجها عليها.
المقدم: يقول: إنها يتيمة سماحة الشيخ؟
الشيخ: ولو أنها يتيمة، اليتم لا يمنع من تأديبها ونصيحتها واليتيم يؤدب إذا أخطأ يؤدب ويضرب إذا ترك الصلاة وهو ابن عشر ضرب وإذا أساء الأدب ضرب حتى يتمرن على الخير وحتى يعتاد الخير ولو أنه يتيم، بعض الناس يحسب أن اليتيم لا يؤدب ولا يضرب، لا، اليتيم يضرب إذا دعت الحاجة إلى ضربه ويؤدب ويسجن حتى يستقيم وحتى يتأدب الآداب الشرعية، وإلا خرج كلاً على الناس وضرراً على الناس فاسداً ضائعاً ولا حول ولا قوة إلا بالله. نعم.
المقدم: إذاً يرى سماحة الشيخ أنه يناقش هذه البنت في موضوع الصلاة إن كانت جاحدة لوجوبها أو متساهلة أو متهاونة ومن ثم يبدأ في عشرتها من جديد؟
الشيخ: ينظر أولاً في مسألة الصلاة، إذا كانت لا تصلي يعلمها أن ترك الصلاة كفر وأنها لا تستقيم له زوجة وهي تترك الصلاة، والواجب فراقها إلا أن تتوب، فإن تابت فالحمد لله وإلا اعتزلها حتى تتوب إلى الله، وإذا كانت فقيرة أنفق عليها إن كان يستطيع أو سعى لها في الإنفاق عليها لفقرها لعل الله يهديها بذلك، ولعلها ترجع إلى الصواب، فإن أصرت رفع أمرها إلى ولاة الأمور تستتاب فإن تابت وإلا قتلت؛ لأن من ترك الصلاة ولم يتب يقتل، نسأل الله السلامة، وإن كانت المسألة معاصي أخرى غير ترك الصلاة دون ذلك فالمعاصي تعالج بالأدب تأديبها يؤدبها الزوج أو أبوها أو أخوها ومع النصيحة مع الوعظ والتذكير حتى تستقيم إن شاء الله، مع الإحسان إليها بالنفقة. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم. إذاً باب المناقشة مفتوح والحالة هذه؟
الشيخ: نعم.