عنوان الفتوى : هل تُخبر زوجها بعلاقاتها السابقة ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا فتاة تقدَّم إليَّ شخص فيه كل المواصفات التي تتمناها الفتاة المسلمة في شريك حياتها ولله الحمد ، وقد قبلت به وتمَّ عقد القران منذ فترة بسيطة ، ولم أرَ من الشاب إلا كل خير ولكن المشكلة هي أن صديقتي قبل أن يتقدم لي الشاب سألها عني ، فأخبرتْه بأنني كنت على علاقة منذ فترة طويلة بشاب ولكن العلاقة انتهت وتبت إلى الله ، وأنا لم أعرف بأنها أخبرته عن ذلك إلا من فترة بسيطة ، وأنا أشهد بأني تبت إلى الله وعدت إلى رشدي ولم أعد أحادثه ، ولكني انصدمت عندما أبلغتني بذلك فعاتبتها ، ولكنها قالت لي بأنه كان من الواجب عليها أن تخبره ففي الأمر علاقة مصيرية ويجب عليَّ أن أصارحه بذلك ، وسؤالي هو : هل يجب عليَّ أن أصارحه إن سألني ؟ أم أتكتم على الأمر ؟ أنا خائفة من أن يدمر هذا الماضي حياتي .

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله

لقد أخطأتْ صديقتُك بإخبارها من تقدم لخطبتكِ بعلاقتك السابقة التي تبتِ منها ، وليس هذا الفعل منها محموداً ولا موافقاً للشرع ولا للحكمة ، والمسلم مأمورٌ بالستر على أخيه فيما يراه من معصية يفعلها سرّاً ، فكيف بذنبٍ قد تاب منه صاحبه ؟!

وليس ما فعلت من النصيحة التي أوجبها الشرع على من سئِل عمن يرغب بنكاحها أو نكاحه ؛ لأن ذلك فيما يعلمه من أخلاق وصفات موجودة فيه – أو فيها – عند السؤال ، ولا يجوز لأحدٍ أن يذكر ماضياً سيئاً قد تاب منه صاحبه .

والذي يفهم من كلامك أن صديقتك أخبرت زوجك بعلاقتك السابقة قبل أن يتقدم لك ، وهذا يدل على أنه عذرك في ذلك لما علم أنك قد تبت واستقمت .

وقد أصاب في ذلك ، فإنه ما من إنسان إلا وله بعض السقطات والهفوات ، فإذا تاب منها فإنه لا يلام عليها ، ولا يعاقب ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) رواه ابن ماجه (4250) وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه .

والذي ينبغي لك ألا تفاتحي زوجك في هذا الموضوع ، وإذا بدأك هو بالكلام فعليك أن تخبريه بأنها كانت علاقة عابرة ، ونزغة من نزغات الشيطان ، وأنك ندمت عليها ، وقد وفقك الله تعالى إلى الهداية والتوبة منها .

ولا تخافي من هذا الماضي ما دمت قد تبت واستقمت ، واسألي الله تعالى التوفيق والهداية وقبول التوبة ، ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) طـه/82 .

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ) رواه الترمذي (2499) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

ونسأل الله تعالى أن يبارك لكما وعليكما ، وأن يجمع بينكما على خير .

والله الموفق .

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...