عنوان الفتوى : الحكمة من استحباب صوم يوم الاثنين
أرجو توضيح هذه الفقرة الموجودة في موقعكم في موضوع ولادة الرسول عليه الصلاة والسلام: وهنا ننبه الإخوة الكرام أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبيه، إلى هديه القويم في تذكر مولده، واتباع منهج الوسطية من غير غلو ولا إجحاف، فكما لا ينبغي أن يُنسى مولده صلى الله عليه وسلم، فإنه لا ينبغي تجاوز الحد إلى أعمال لم يأت بها الشرع، ولم ترد في السنة، ولم يعمل بها الخلفاء الراشدون، ولا الصحابة الأجلاء، من احتفالات محدثة، وطقوس مبتدعة، يحصل فيها الهرج والمرج، ويقع فيها الاختلاط والمجون، بدعوى الاحتفال بمولد الرسول، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. ونحن نعلم أنه لم يثبت أن قام به أهل القرون الفاضلة أعني تذكر مولده صلى الله عليه وسلم؛ وهل تذكر مولده عليه الصلاة والسلام كل يوم اثنين بقراءة سيرته مثلا فردا أو جماعة والصيام فيه لأنه اليوم الذي ولد فيه عليه الصلاة والسلام كما ثبت في الحديث الصحيح يعتبر بدعة؟ أدعو الله أن يزيدكم علما وينفع بكم المسلمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن صوم يوم الاثنين مشروع مرغب فيه، ويدل لذلك جوابه صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن صوم يوم الاثنين؟ قال: ذاك يوم ولدت فيه، وفيه أنزل علي. رواه مسلم.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يعلل صومه أحياناً بكونه تعرض فيه الأعمال على الله، كما في الحديث: تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم. رواه أحمد والترمذي.
وأما قراءة السيرة في هذا اليوم لأنه يوم المولد فليس من هدي السلف، والأولى اتباعهم في هديهم والبعد عن الإحداث؛ إذ لو كان خيراً لسبقونا إليه.
والله أعلم.