عنوان الفتوى : حكم استعمال الآلات الغناء والمعازف

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

هذه رسالة بعثها مرسلها وبدأ بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: أرسل رسالتي أنا المرسل (أ . ب. ج) من القطر العراقي، من محافظة أربيل، أبعث بالتبريكات ومع كل احترامي لبرنامجكم الناجح الذي يذكرنا ويوعظنا بآيات الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتجنب عن كل أمر فاسق، والله ولي التوفيق، إني أحمل في رسالتي هذه مجموعةً من الأسئلة التي هي ليست لي وحدي وإنما معي أصحابي، ولكننا جمعناها في رسالة واحدة لتعم الفائدة، ونرجو أن تجيبوا عن الأسئلة بما يرضي الله ثم يرضينا؛ لأن فيه بعض الأسئلة التي تهم جميع شبابنا في العالم الإسلامي، السؤال الأول يقولون فيه: إننا نحب الاستماع إلى الأغاني والموسيقى بأنواعها، وفينا أيضاً من هو عازف، فأردنا معرفة الموقف من الإسلام في هذا الموضوع، فهل ذلك حرام أم ماذا أفيدونا أفادكم الله؟  play   max volume  

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الجواب: الاستماع للأغاني والمعازف والموسيقى من جملة الملاهي المحرمة، والواجب على المؤمن ألا يستمع إليها، وألا يكون عاملاً فيها ولا عازفا؛ لأن الرسول ﷺ بين لنا من أنه يأتي في آخر الزمان قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، والمعازف هي: آلات الملاهي والغناء بها كله يسمى عزف، فالغناء عزف، وآلات الملاهي تسمى معازف، والأصل في هذا الباب قوله : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [لقمان:6] قال أكثر أهل العلم: لهو الحديث: الأغاني، ويلحق بها كل صوت منكر من المزامير والموسيقى وغير هذا من أصوات الملاهي، وبين الله سبحانه وتعالى أن هذه الآلات وهذه المعازف تضل أهلها قال: لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [لقمان:6]، وفي القراءة الأخرى: لِيَضِلَّ عَنْ سَبِيل اللَّهِ ، فدل ذلك على أن شراءها يعني: اعتياضها واستعمالها، فقد يشتريها بالمال وقد لا يشتريها بالمال، وقد يختارها ويستعملها فيضل بها عن سبيل الله يعني: عن دينه، ويضل بها غيره، فالواجب تركها والحذر منها حفاظاً على دين المؤمن؛ وحفاظاً على قلبه من الزيغ والرين والانحراف عن الهدى، والله جل وعلا ذكر الآية ذماً لأهل هذا العمل قال: ومن الناس يعني: بعض الناس، فهذا سيق مساق الذم، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي يعني: يعتاض لهو الحديث، وعرفت من قول أكثر أهل العلم: أنه الغناء وآلات اللهو، لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ۝ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [لقمان:6-7]، هذا يبين أن استعمال هذه الملاهي واستعمال الأغاني والموسيقى وغير ذلك من أنواع اللهو من أعظم الأسباب في الضلال والإضلال، واتخاذ آيات الله هزواً، ومن الأسباب أيضاً في استكباره عن اتباع الحق، وعدم انقياده وارتياحه لسماع آيات الله عز وجل، فاتضح من هذا أن المعازف بأنواعها من أسباب مرض القلوب، ومن أسباب الضلال عن سبيل الله، ومن أسباب الاستكبار عن الحق، وروى البخاري في صحيحه رحمه الله، عن أبي مالك أو أبي عامر الأشعري رضي الله تعالى عنهما، عن النبي ﷺ أنه قال: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف فالحر: هو الفرج الحرام والزنا، والحرير: معروف وهو محرم على الرجال، والخمر: معروف وهو المسكر .. هو كل مسكر، وهو حرام على الرجال والنساء جميعاً، والمعازف: هذا كذلك حرام على الجميع على الرجال والنساء، وعرفت أن المعازف من الأغاني والملاهي وأنواع الطرب كلها من أسباب الضلال عن سبيل الله، ومن أسباب اتخاذ آيات الله هزواً، ومن أسباب مرض القلوب وانحرافها عن الهدى، والاستكبار عن سماع آيات الله عز وجل، فالواجب على المؤمن أن يحذر هذا الأمر، وأن يحذره غيره، وهذا واجب على الجميع على الرجال والنساء في كل مكان؛ حرصاً على صلاح القلوب وسلامتها واستقامتها؛ وحذراً من غضب الله؛ وحذراً مما تجر إليه الأغاني والملاهي من الضلال والإضلال، والزيغ عن الهدى ولا حول ولا قوة إلا بالله. نعم.