عنوان الفتوى : بيعة الإمام : ماهيتها وكيف تتم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة اللهنشكركم على هذا الموقع المباركسؤالي الذي يؤرقني هو :هناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)لست أدري ما موقفنا نحن المسلمين في الغرب من هذا الحديث؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏
فالحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه بلفظ " من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ‏لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات مِيتة جاهلية " قال: القرطبي في شرح ‏مسلم :" البيعة مأخوذة من البيع ، وذلك أن المبايع للإمام يلزمه أن يقيه بنفسه وماله، ‏فكأنه بذل نفسه وماله لله تعالى ، وقد وعد الله تعالى على ذلك بالجنة، فكأنه حصلت ‏معاوضة، ثم هي ( البيعة ) واجبة على كل مسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم " من مات ‏وليس في عنقه بيعة مات مِيتة جاهلية " غير أن من كان من أهل الحل والعقد والشهرة ‏فبيعته بالقول والمباشرة باليد إن كان حاضراً ، وبالقول والإشهاد عليه إن كان غائباً . ‏ويكفي من لا يؤبه له ولا يعرف أن يعتقد دخوله تحت طاعة الإمام، ويسمع ويطيع له في ‏السر والجهر، ولا يعتقد خلافاً لذلك، فإن أضمره فمات مات ميتة جاهلية لأنه لم يجعل في ‏عنقه بيعة" انتهى. وفي حاشية الدسوقي المالكي : ويكفي العامي اعتقاد أنه تحت أمره. ‏وكذلك صرح الحنابلة والشافعية بأن المعتبر في البيعة هم أهل الحل والعقد من العلماء ‏والرؤساء ووجوه الناس، بخلاف العامة فإنهم لا يلزمهم مبايعة بالقول ولا بالحضور، بل ‏يلزمهم الطاعة وعدم الخروج، واعتقاد أنهم تحت أمر الإمام.‏
والمراد بالميتة الجاهلية ما قاله ابن حجر في الفتح " كموت أهل الجاهلية على ضلال وليس ‏لهم إمام مطاع، لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك، وليس المراد أنه يموت كافراً بل يموت ‏عاصياً، ويحتمل أن يكون التشبيه على ظاهره، ومعناه أنه يموت مثل موت الجاهلي وإن لم ‏يكن هو جاهلياً، أو أن ذلك ورد مورد الزجر والتنفير وظاهره غير مراد، ويؤيد أن المراد ‏بالجاهلية التشبيه قوله في الحديث الآخر" من فارق الجماعة شبراً فكأنما خلع ربقة الإسلام ‏من عنقه " أخرجه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان ومصححا من حديث الحارث بن ‏الحارث الأشعري في أثناء حديث طويل ‏‎…‎‏" انتهى.
فمن كان يعيش في بلاد الغرب وسمع ‏بوجود إمام مسلم اجتمع عليه المسلمون وولاه أهل الحل والعقد، أو جاءته الإمامة عن ‏طريق الاستخلاف أو التغلب والقهر، وحكم الشرع، لزمه اعتقاد إمامته والنصح له والطاعة، ومناصرته ‏ومعاونته على قدر الاستطاعة،
وإذا لم يوجد الإمام على الوصف المذكور فلا يكلف الله ‏نفساً إلا وسعها، على أن المسلمين يجب عليهم دائماً السعي في تنصيب خليفة عام يجمع ‏شتاتهم، ويقيم لهم دينهم ودنياهم وفق منهج الله جل وعلا، واهتداءً بكتابه وسنة رسوله ‏صلى الله عليه وسلم. والله أعلم. ‏
‏      ‏