عنوان الفتوى : مشروعية العلاج للإنجاب
إخوتي في الإيمان، أرجو منكم إفادتي بسؤالي وحيرتي: أنا عمري 44 سنة وعندي طفلة رزقت بها وأنا في الأربعين... حيث كان زواجي متأخرا وفي الحقيقة وبسبب ظروف الغربة والعمل لساعات طويلة استعملت المانع الصناعي بعدها لمنع الحمل, حيث إني كنت مجبرة على العمل لأن زوجي كان نصيبه من العمل متعثراً مرة يعمل ومرة لا, وكنت أنا كفيله في الإقامة وكذلك كنت أعيل أبي وأختي حيث كانوا يسكنون معنا, قبل سنة توفي والدي رحمه الله وتسهلت أختي مع زوجها ووفق زوجي لعمل جيد, لذلك قدمت استقالتي وأنا منذ سنة ربة بيت ورفعت المانع الصناعي عسى أن يرزقنا الله بأخ أو أخت لابنتنا.. ولكن لا شيء.. عملت الاستخارة.. وجاء في حلمي طفل معوق نعرفه... بعدها ذهبت لدكتورة نسائية, وقالت لي بعد الفحص بأنها ستعطيني دواء منشطا لأن عمري كبير واحتمال الحمل ضعيف في الحالة العادية، ولكن مع الدواء يصبح احتمال الحمل 1 إلى 20.. وأنا حائرة هل آخذ الدواء ويمكن أن يصبح حملا ويمكن كثيراً أن يكون الطفل مشوها, لأن أغلب الأطباء يقولون بأن الحمل بهذا العمر خطر على الطفل يمكن يولد طفلا منغوليا.. أم أتركها على الله الرزاق... ولكن الله أيضا أوصى الإنسان بأن يأخذ بالأسباب... والأسباب هي أن أتعالج عند الطبيبة... وأنا حائرة، أرشدوني ماذا أفعل؟ بارككم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن احتمال كون حمل المرأة الكبيرة في السن يولد معاقاً أو مشوهاً يمكن علاجه بكثرة الدعاء والاستعانة بالله في سلامته من ذلك والإكثار من الصدقات وأعمال البر، فإن الدعاء يرفع البلاء؛ كما يدل له دعاء القنوت في السنن وصحيح ابن حبان وفيه: وقنا شر ما قضيت. وفي الحديث: لا يرد القضاء إلا الدعاء. رواه الترمذي، وفي الحديث: لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. رواه الحاكم وحسنه الألباني.
وبناء عليه فإنا ننصحكم بالحرص على الإنجاب نظرا لحرص الشارع على المكاثرة وحاجتك أنت للزيادة من الأولاد، إضافة إلى مشروعية العلاج بالدواء المباح، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للأعراب الذين سألوه فقالوا: يا رسول الله أنتداوى؟ فقال: تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني والأرناوؤط.
وننبهك إلى أن من استخار يشرع له أن يعمل بما انشرح له صدره، وليس للرؤيا أي علاقة بالاستخارة ولا يترتب عليها أي حكم ولا أي عمل، وليس من الضروري أن تكون الرؤيا صادقة دائماً، وبالتالي فلا ينبغي أن تسبب الرؤيا تخوفا لك من الحمل، وننصحك باستشارة الأطباء الموثوق بهم، ومراجعتهم بعد الحمل لإعطائك الدواء المناسب دائماً والحفاظ على الأذكار الصباحية والمسائية والصلوات المفروضة.
والله أعلم.