عنوان الفتوى : استخدام الإنترنت في المباح والحرام
سؤالي عن الحديث الشريف .. قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسَنَةً فَلَهُ أجرُها وأجرُ مَن عَمِلَ بها بعدَهُ مِن غير أن يَنْقُصَ من أجُورِهم شَيءٌ، ومَن سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً سَيّئةً كانَ عليه وِزْرُها ووِزْرُ مَن عَمِلَ بِها مِنْ بَعْدِه مِن غَيرِ أن يَنْقُصَ مِن أَوزَارِهم شَيءٌ" رَواهُ مسلمٌ. هل نستطيع أن نحرم الإنترنت او غرف المحادثة الكتابية . عن طريق هذا الحديث ونحمل صاحبها وزرها .. لأن فيها الشر .. كما فيها الخير .. وشكرا جزيلا ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث المذكور حديث صحيح كما أشار السائل الكريم والمراد منه الحث على الابتداء بالخير والمسارعة إلى فعله ليكون الفاعل الأول قدوة لمن بعده مشجعا له على فعل الخير .
ويوضح هذا المعنى مناسبة ورود الحديث فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة على الصدقة فكان أول من جاء بها رجل من الأنصار فجاء بصرة كبيرة كادت كفه تعجز عن حملها فتتابع الناس بعده بتقديم صدقاتهم ...فقال صلى الله عليه وسلم : من سن في الإسلام سنة حسنة .
وقد سبق بيان معنى الحديث بالتفصيل في الفتوى رقم : 29016 .
وأما استخدام الإنترنت أو غيره من وسائل الاتصال في الأشياء المحرمة فلا يستدل عليه بهذا الحديث لأن هذه الأشياء مجرد وسائل الحكم عليها يتوقف على كيفية استخدامها فمن استخدمها في المباح كانت مباحة ومن استخدمها في الحرام فهي حرام عليه .
وأول من استخدمها في الخير لا شك أنه سن سنة حسنة يحصل له أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئاً
وكذلك أول من استخدمها في الشر كان عليه وزرها ووزر من عمل بها, وهكذا الأمر بالنسبة لصانعها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعه الذي احتسب في صنعته الخير ، ومنيله ، والرامي . رواه البيهقي وغيره
والله أعلم .